get pregnant

السبت، 29 أغسطس 2015

شاهد المقال

انفوجرافيك المنطقة الخضراء


الجمعة، 28 أغسطس 2015

شاهد المقال

عشرة كُتّاب حول العالم لم يوفهم القارئ العربي حقهم! "نعمة العربي"



عشرة كُتّاب حول العالم لم يوفهم القارئ العربي حقهم! "نعمة العربي" 
نبذة عن الكاتب : نعمة العربي كاتب مصري مولع بالادب الغربي والنقد الروائي

إذا شاء لي القدر يوماً ما وأسست مكتبتي الخاصة، سأملؤها بكتب بعيدة عن الوسط الذي يقرأ منه الجميع. فهناك الكثير والكثير من الكُتّاب الرائعين الذين لم تخبرنا الأرفف عنهم، ولذا فأقل ما يمكن فعله هو الكتابة عن بعض هؤلاء الكُتّاب، وإن كانت الكلمات لن توفيهم حقهم أبداً. هذه القائمة مليئة بكتب فيها غزير الأدب وروائع اللغة والفكر.

واسيني الأعرج

البلد: الجزائر
رواية مشهورة: طوق الياسمين
بعض الكُتاب يلهمون قُراءهم بالقصة، والبعض الآخر يلهمونهم بالموسيقى في كلماتهم. واسيني الأعرج هو أحد الكُتاب الذين يمتلكون موهبة توظيف الفن كله لصالح الكتابة، فقد تسمع الموسيقى في كلماته وقد ترى لوحة فنية جميلة في رواية له.
الأعرج من الكُتاب شديدي الاهتمام بالقضية الفلسطينية والأندلسية، ولذا فقد كتب عنهما عدة كتب، وأصبح من أهم الأصوات الروائية في الوطن العربي. حصل الأعرج على العديد من الجوائز الأدبية، كما تُرجمت أعماله للعديد من اللغات وهو يكتب بالفرنسة إلى جانب العربية.
الأعرج له أسلوب عذب لا تملّ منه إلى آخر سطر في الرواية. كما يولي اهتماماً جلياً للهوية، بينما لا يعبأ بالزمان والمكان ويستخدمهما بشكلٍ يكاد يكون عفوياً في رواياته، فقد تراه يتنقل في الزمان والمكان بشكل مستمر في رواية واحدة.
هناك كُتّاب يجب أن تقرأ لهم ولو عملاً واحداً فقط، والأعرج بلا شك أحدهم.

إسماعيل قدري


البلد: ألبانيا
رواية مشهورة: جنرال الجيش الميت
إسماعيل قدري هو من هؤلاء الكُتاب الذين أثاروا رُعب حكوماتهم بكتاباتهم، فغالبية كتاباته كانت سياسية تحكي عن حكومات شمولية مستبدة. بعض أعماله تُرجمت لأكثر من ثلاثين لغة، والمثير للاهتمام هو أنها حتى عندما تُرجمت للغة أخرى ظلّت رائعة كما هي.
قدري هو -في رأيي- في نفس مستوى جورج أورويل وألدوس هكسلي، وقد حُظرت بعض أعماله من النشر لمناقشته الحكم الاستبدادي بشجاعة. ومن أمثلتها رواية “قصر الأحلام” التي تحكي عن حكومة استبدادية تتحكم في عالم اللاوعي الخاص بشبعها كطريقة للتجسس، وهي من روائع قدري.
قرأت الكثير لقدري وباستطاعتي أن أقول إن “قصر الأحلام” هي أفضل ما قرأت له على الإطلاق، وأفضل ما قرأت من أرفف الكتب المترجمة.

غسان كنفاني



البلد: فلسطين
رواية مشهورة: عائد إلى حيفا
قد لا يكون غسان كنفاني مناسباً لهذه القائمة تماماً لأنه معروف، ولكنني أدركت أن الكثير ممّن سمعوا عنه لم يقرؤوا له. كنفاني كاتب وروائي فلسطيني عاصر مآسي الحرب والمنفى، وقرر أن يثور بكلماته الخاصة وفي الصحف، حتى اغتالته الموساد وهو لم يتمّ بعد الأربعين من عمره. تكاد جميع روايات كنفاني تناقش مسألة المنفى والوطن والصراع للبقاء بدون هوية. سيغّير كنفاني مفهومك عن الوطن، كيف؟ عليك أن تكتشف هذا بنفسك.
كنفاني هو النموذج الأمثل لقلمٍ أرعب العدوّ، ولكلمات شكّلت تهديداً على هذا الكيان. فبعد أن تقرأ رواية أو روايتين فقط سيسهل عليك معرفة سبب اغتياله.

جوزيه ساراماجو


البلد: البرتغال
رواية مشهورة: العمى
جوزيه ساراماجو هو كاتب أدبي ومسرحي برتغالي. ما يميز ساراماجو عن كثير من الأدباء هو أن أفكاره جديدة على كل من يقرأ له، حتى وإن كان قد قرأ لمئات الروائيين، ولذلك فهي مثيرة للاهتمام جداً، وإن كانت صعبة الفهم في البداية بسبب أسلوبه.
فلِساراماجو أسلوب يطلق عليه “تيار الوعي”، وهو يعتمد على صياغة محادثات داخلية غير مترابطة، ولذلك فقد لا تجد المحادثات تُسرد بالأسلوب الذي اعتدناه. استخدم هذا الأسلوب العديد من العظماء أمثال فيودور دوستويفسكي ونجيب محفوظ وت. س. إليوت.
قد تودّ أن تقرأ له رواية “انقطاعات الموت”، فهي رواية رائعة عن تأثير العيش الأبدي على البشرية.

مصطفى صادق الرافعي


البلد: مصر
كتاب مشهور: وحي القلم
مصطفى صادق الرافعي هو من الكُتاب الذين يعرفهم الجميع ولكن لم يقرؤوا له لسبب ما، إما أنه خوفٌ من قوة اللغة أو لأنه ليس روائي، ولكنه أديب لا يضاهي لغته أحد، والكثير من جيلنا يحب الروائيين فقط.
عند القراءة للرافعي، سيُعجزُك معجم كلماته وحده، ولذلك فمن الصعب بل من المستحيل أن أوفي هذا الكاتب حقه في بضعة أسطر! الرافعي يضمّ اللغة بالفلسفة، يتحدث عن الحب والعشق وكأنه خادمهما. قد يطلق عليه البعض متعالياً على قُرّائه لصعوبة ألفاظه، إلا أن انعزاله للقراءة من صغره جعل منه هذا الأديب الرائع. ما يميّزه أيضاً هو لغة القرآن، فهو دائم الاستخدام لمصطلحاتٍ وألفاظ قرءانية جميلة.
أنصحك بالبدء بكتاب وحي القلم الجزء الأول لمزجه بين القصص الإنسانية العذبة والقصص ذات الطابع الديني الخالص.

إبراهيم نصر الله

البلد: فلسطين
رواية مشهورة: زمن الخيول البيضاء
يبدو أن للكُتاب الفلسطينيين سمة مشتركة في الكتابة، لا أعلم بالضبط ما هي، ولكن أحياناً يهيأ لي أنني إذا قرأت رواية لكاتب فلسطيني دون أن أعلم، سأجزم أن هذا الأسلوب فلسطيني.
إبراهيم نصر الله كاتب وشاعر هُجِّر والداه من فلسطين في الحرب، ولذا فقد كان من الطبيعي أن يكتب عن الرحيل، وعن الاستشهاد والموت، وعن الغربة. كما أصدر نصر الله مشروعاً مكوناً من عدة روايات سمّاه “الملهاة الفلسطينية”، يحكي فيه عن القضية الفلسطينية على مدار 250 عاماً، في عدة روايات.
أحياناً يشبه أسلوب نصر الله أسلوب غسان كنفاني عند الحديث عن الضياع والغربة. ولكنّ لكل منهما أسلوبه الخاص في معالجة المشكلة، فأسلوب كنفاني يعطيك إحساس المجنون الذي يكلم نفسه طيلة الوقت، بينما أسلوب نصر الله يجعلك تشعر أنك تقرأ روايتين مختلفتين لشخصين داخل رواية واحدة.
ولهذا فإنه لا يمكننا تجاهل الأدب الفلسطيني، فهو يحكي لنا تجربة لم نمرّ بها، فيصبح السبيل الوحيد للمشاركة هو القراءة عنها وعنهم.

مارجريت أتوود 


البلد: كندا
رواية مشهورة: حكاية الخادمة (أو قصة الخادمة)
رغم أن رواية “قصة الخادمة” لمارجريت أتوود قد صُنّفت ضمن أقوى أعمال أدب المدن الفاسدة (أو الديستوبيا)، إلا أنها لم تحظَ بنفس شعبية الروايات الأخرى في القائمة.
وبالتالي فلا يعرف الكثير من العالم العربي هذه الكاتبة والشاعرة الرائعة. أتوود من الروائيين الذين يكتبون بشغف يأسر قُرّاءهم للرواية حتى وإن كانت خالية من الأحداث أو التشويق. فعلى عكس غالبية الروائيين، ما يجذب القُراء في أتوود هو توظيفها للغتها في المكان الصحيح والوقت الصحيح.
تكتب أتوود وكأنها تكتب للمرة الأخيرة، وبالتالي فهي تستخدم جميع حواسها في ما تكتبه لتعطي القارئ كامل حقّه وتتركه عاجزًا عن التعبير عن سحر لغتها.
ثم لك أن تتخيل سيدة بدأت في الكتابة وهي بالكاد في السادسة من عمرها، فكيف ستكون كلماتها الآن؟

حسين البرغوثي 


البلد: فلسطين

كتاب مشهور: الضوء الأزرق
هل تريد أن تتأكد أنك لست المجنون الوحيد على وجه الأرض؟ عليك بقراءة كتب حسين البرغوثي إذن، فهو سيعطيك هذا الإحساس المريح بأنك لست وحدك صاحب الأفكار المجنونة!
حسين البرغوثي من العائلة الشهيرة والعظيمة التي أنجبت لنا مريد وتميم البرغوثي، فهو شاعر وروائي وكاتب لسيناريوهات. ما يدور في عقل البرغوثي لا يخيفه من أن يتحدث عنه بأسلوب المجنون، وكتابه “الضوء الأزرق” يُعد سيرة ذاتية له ولكنها مختلفة عن أي سيرة قد تقرؤها.
بعد أن أنهيت هذا الكتاب قلت لنفسي “لا يمكن أن يكون هذا الكتاب حقيقياً”. ولكنّ الجميل في كتاباته أنه يروي الواقع بشيءٍ من الخيال، فتكاد تجزم أن ما تقرؤه رواية وليست أحداثاً حقيقية. كما أن للبرغوثي أسلوب سهل للغاية على قُرّائه، فهو غير متكلف في العبارات ولا يُقحم الجماليات الأدبية، بل تأتي بانسيابية مذهلة.

من أجمل ما يمكن اقتباسه له:  لا أعرف عنك شيئاً. فعُمق البحر لا يعرف شيئاً عن شواطئه. وجهك شاطئ

محمد سعيد العريان


البلد: مصر
كتاب مشهور: حياة الرافعي
ماذا تتوقع من كاتب أشهر مؤلفاته عن حياة مصطفى صادق الرافعي؟ إما أنه كان من أشد المقرّبين له أو أنه كان من أشدّ المحتذين به. وفي الحالتين فإن النتيجة الوحيدة التي ستصل إليها هي أن كتاباته لن تكون أقل جمالاً عن كتابات الرافعي.
كان العريان والرافعي صديقَين مقربَين وقد تأثرا بكتابة بعضهما، حتى إنهم قالوا عن الرافعي أنه أصبح “عريانياً” وقالوا عن العريان أنه أصبح “رافعياً”.
لغة العريان لا تختلف كثيراً عن الرافعي، فهي لغة قوية عذبة ويتّضح فيها أثر الرافعي جلياً. ولكن الجميل في كتابات العريان هو سلسلة من أربعة كتب تحكي قصة أربعة عصور مختلفة: العصر الأموي، العصر العباسي، العصر الأيوبي، العصر المملوكي.
يحكي في هذه الكتب قصصاً بسيطة تعطي نبذة عن التاريخ في هذه العصور وبأسلوب سلس وجميل. أقترح أن تبدأ بواحدة من هذه القصص.

فرناندو بِسُوّا 
البلد: البرتغال
كتاب مشهور: كتاب اللاطمأنينة
يُحكى عن فرناندو بِسُوّا أنه كان ثلاثي الأنا، أي كانت له ثلاثة أنفسٍ أطلق على كل نفسٍ منهم اسماً وعاش فيها. ولذا فقد كانت الكتابة بالنسبة له تعبيراً عن ثلاثة أنفس مختلفة، فعرف كيف يُعبّر بكلمات شديدة الدقة عمّا يدور في جعبته، وكأنه هو من كتب مُعجم الكلمات، أو أول من أطلق على كل إحساس اسمه.
من قرأ “كتاب اللاطمأنينة” اكتفى به ليتيقّن أن بِسُوّا كاتب مُرهق من الداخل، دائم الصراع مع نفسه، خالٍ من الطمأنينة. كما أن ليس كل من أحسّ بشدة عمق هذا الكتاب استطاع أن يُكمله، لأنه جرعة مكثّفة من أفكار وانعكاسات العزلة التامة للكاتب.
وبالتالي فبِسُوّا كاتب وشاعر يميل إلى الانعزال في أكثر كتاباته، ولذا فإن الكآبة لا تخلو من أوراقه. وربما هذا حال جميع الكُتّاب.

فمن منهم لم يُعرف عنه العزلة والاكتئاب؟


شاهد المقال

فريدريك تايلور , المؤسس الاول لحركة الادارة العلمية وابرز روادها العراق نموذجاً "علي الطائي"


عندما تطرح سؤال على بعض الطبقات المثقفه من حملة الشهادات العليا وغيرهم فتقول: لماذا لا يتم وضع اصحاب الاختصاصات الادارية في الاماكن الادارية مثلاً نلاحظ ان رئيس المستشفى طبيب ومدير الشركة الهندسيه مهندس  وهكذا 

فيجيبونك فورا: هل تعلم ان فردريك تايلور كان مهندساً؟!
في الحقيقة لم ارَ اسخف من هذه الاجابة بعد أن علمت بأنَ تايلر في بداية مشواره كان بوده ان يدرس الحقوق لكن ضعف بصره منعه من ذلك فاضطر لدراسة الهندسة ! يعني ان ضوابط دراسة الحقوق اعمق من ضوابط دراسة الهندسة آنذاك .. بالاضافة الى ما ذكر , عندما عمل تايلور في احد مصانع الحديد هيمنت فكرة رفع الكفاءة الإنتاجية على تيلور ومن ثم البحث عن الأساليب والوسائل التي يمكن من خلالها تحقيق هذه الأهداف الذي أصبح فيما بعد المرتكز الأساسي للإدارة العلمية , اي انه ثقف نفسه ذاتياً.
أِنَ الطبيب أو المهندس أو غيرهم غير قادرين على ادارة مشروع صغير فكيف توكل اليهم مهمه ادارة مشفى أو ( منصب محافظ) ؟
الدول النامية تدمر فن الادارة في الوقت الذي تعمل فيه الدول المتقدمة على تطوير المهارات الادارية وتصب جل اهتمامها فيه
برأيي ان الاستمرار بهذا التلخبط وعدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب سيوجهنا _او وجهنا_ نحو الهاوية 

الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

شاهد المقال

الخوارج والمرجئة والمعتزلة والقرامطة.. تاريخ الحركات السرية المعارضة في الإسلام لـ حسن عادل

"آن الأوان لإحياء ثورية الخوارج وعدالة الشيعة وعقلانية المعتزلة باعتبارهم يعبرون عن الجانب التراثي المشرق في مقابل الجانب السلبي النصي الأشعري السكوني السلطوي والتضبيب الصوفي، آن الأوان لوضع ابن رشد وابن خلدون مكان الغزالي وابن تيمية، آن الأوان لحركة إصلاح ديني تحرر التراث العربي الإسلامي من كهنة الأزهر وجامعة الزيتون وجامعة القيروان، آن الأوان لتقديم الإسلام التثويري، إسلام يراعي البرجوازية والكادحين في مقابل الإسلام التخديري المبرر لظلم العسكر وطواغيط التطرف.. هكذا كتب د. محمود إسماعيل في مقدمة كتابه الشهير “الحركات السرية في الإسلام” والذي نُشر أول ما نُشر كحلقات في مجلة روزاليوسف في سبعينيات القرن الماضي"

هذا الكتاب الذي ذكر محمود إسماعيل في مقدمته أن كتابته له كانت لسببين رئيسيين أولهما نضالي: حيث حاول الرجل في هذا الكتاب تقصي التراث الثوري الإسلامي، ورصد نماذج قوى المعارضة الإسلامية عبر التاريخ الإسلامي، وتقفي أثر الحركات السرية (الخوارج، المرجئة، المعتزلة، القرامطة)، وكيف أمكنها التوطئة لثورات اجتماعية مختلفة. ليكون الكتاب في نظر كاتبه بمثابة “مانفيستو” لمن يرغب في المقاومة والعمل السري.

وثانيهما معرفي: حيث حاول الكاتب هدم الركام المتراكم في الرؤى التقليدية التي حولت التاريخ لأساطير وغيبيات، جاعلًا من المنهج العلمي طريقه في القراءة التاريخية والاستدلال

1- الخوارج


يرى دكتور محمود إسماعيل في كتابه أنه هناك من الأدلة والشواهد التاريخية ما تنفي الرواية المتواترة عن كون الخوارج هم من أرغموا سيدنا علي على قبول التحكيم ثم الضغط عليه من أجل رفضه، بل العكس تمامًا – فحسب رؤيته– فإن الخوارج كانوا من خير جُند الإمام علي، وأكثرهم إيمانًا بعدالة قضيته، وأن رفضهم للتحكيم لم يكن إلا من باب أن فعل “التحكيم” يشكك في شرعيته. ومن ثم كان خروجهم عليه لرفضه استمرار القتال في معركة “صفين” بعد أن رفع جند “معاوية” المصاحف على أسنة الرماح، فكانوا يرون أن هذا الفعل “استغفالًا” لجيش علي.
ينتمي “الخوارج” إلى عرب الشمال وأكثرهم من قبيلة تميم التي استقر الكثير من أبنائها في مدينتي البصرة والكوفة، هؤلاء الذين كانوا أول من خرج على سيدنا عثمان بعد أن رأوا منه مخالفة لعدل الإسلام وهدى أبي بكر وعمر. لذلك يرى الكاتب أن لفظة “خوارج” ما أُطلقت عليهم إلا لكون من خرجوا عليهم كان بجانبهم الفقهاء والمشرعون والذين لم يتوانوا في إطلاق أي تعبير “مسيئ” لمخالفي السلطة، حيث الخوارج من وجهة نظر الكاتب لم يطلبوا أكثر من العدالة الاجتماعية التي كفلها الإسلام.
يرى إسماعيل بأن الخوارج شكلوا أحد الأحزاب المعارضة عبر التاريخ الإسلامي، وكان فكرهم السياسي معبرًا عن قطاع عريض من الجماهير الساخطة على الخلافة، فبينما قصر أهل السنة الخلافة على قريش، وجعل الشيعة الخلافة حكرًا على آل البيت، نادى الخوارج بأن الخلافة حق لكل مسلم، فكانوا متبعين بشدة لنهج الشيخين (أبي بكر وعمر) متمسكين بالقرآن والسنة، بل كانوا متشددين في حضهم الثوري على أئمة الجور، وفي استحلالهم لدماء مخالفيهم، ولذلك كله فقد اعتبر ميور (أحد الفلاسفة الغربيين) الخوارج بأنهم “مذهب ثوري ديمقراطي اشتراكي”.
ولعل تاريخهم الثوري خير شاهد على ذلك، فمثلما ثار آباؤهم على عثمان، وثاروا على علي، ثار أولادهم كثيرًا على دولة بني أمية، وليس هناك في التاريخ الإسلامي مثل قصص البطش والتنكيل الذي نالوه على يد حكام العراق وخاصة على يد الحجاج الثقفي.
ضعف الخوارج بعد ذلك وقُسموا لأكثر من 20 فرقة كل منها تكفر وتحارب الأخرى، وهو ما أدى لتشتيت جهودهم وأتاح لخصومهم ملاحقتهم والقضاء على ثوراتهم، فوصلوا مع نهاية القرن الأول الميلادي لحالة من الضعف يستحيل معها أن يكملوا نشاطهم علانية، فاستكملوا بقاءهم سرًّا، وعكفوا على بعض المراجعات الفكرية ومنها البعد عن التطرف واتباع معتقدات الصفرية والإباضية الأقل تطرفًا، بل تهذيب المذهب الإباضي والذي كان يكفر المخالفين، حتى أن بعض علماء الفرق يعتبر المذهب الإباضي أقرب المذاهب قاطبة لأهل السنة.
وقد نجح الإباضية في الوصول بدعوتهم لعمان، وتمكنوا من الزحف لليمن، ثم تحركوا للحجاز، وخطب أبو حمزة الخارجي على منبر رسول الله خطبته الشهيرة، إلا أن جيوش الأموية تحركت لهم من الشام وأرجعتهم حدود عمان فقط. ثم من عمان بعد ذك نزح بعض الجماعات الإباضية لشمال أفريقيا وساهموا في نشر الإسلام بين السكان هناك، وسيطروا بالمذهب الصفري في فترة ما على بلاد المغرب إلى أن هزمهم العباسيون، ولا تزال جماعات من الإباضية تقيم في تنزانيا إلى الآن.

2- المرجئة


يصنف محمود إسماعيل المرجئة كتيار “وسط”، هذا التيار الذي يقف مع المعتزلة في النصف الأول من العام الهجري الأول دون إثارة للمشاكل مع الدولة الأموية مثلما فعل الخوارج والشيعة، وكشأن أحزاب الوسط دائمًا فقد كان المرجئة بدرجة كبيرة في هذا الوقت انتهازيين ووصوليين ويحددون مواقفهم بما يتناسب مع مصالحهم، فقد استمر المرجئة في مراقبة الصراع فلما كثرت الضربات التي تلقاها الأمويون من الخوارج والشيعة انضم المرجئة لهم ليشاركوهم انتصارتهم، لكن يُحسب لهم أنهم قد قاموا بعد ذلك بالكثير من الثورات ضد دولة بني أمية وناصبوهم العداء.
كان أول من سمى المرجئة بهذه الاسم هو الخارجي ابن نافع بن الأزرق، وذلك لعدم تبنيهم أي موقف من حصار سيدنا عثمان، فلم يساهموا في الثورة عليه، ولم ينضموا لمعاوية لأخذ ثأره. وهو ما استمروا عليه تقريبًا في موقفهم من أحداث الفتنة الكبرى، حيث انتظروا حتى انتصر معاوية وأصبحوا معه، وبخلاف المعتزلة الذين يشككون في إيمان معاوية فقد رأى المرجئة التوقف عن إصدار الأحكام وإرجاء الأمر لله، فكان مذهبهم قناعته بأن ما دون الشرك مغفور، ولا يضر الإنسان شيء طالما مات على التوحيد. ولذلك نلاحظ أنهم الفرقة الوحيدة تقريبًا التي حظت برعاية بني أمية في بداية عهدها، فعاش المرجئة بالبصرة ينشرون مذهبهم بينما باقي الفرق تلاقي أشد البطش من بني أمية. وحيث كان أهل البصرة قد ضاقوا بالقتال والحر فقد وجدوا ضالتهم في هذا المذهب.
إلا أنهم ومع نهاية القرن الأول الهجري، ومع استشعارهم لقوة معارضي بني أمية ثوروا مذهبهم، وانحازوا للمعارضة، وأصبح من فقهائهم من يقول بأن الإمامة لا تثبت إلا بإجماع الأمة، وفي هذه الفتوى إسقاط لشرعية بني أمية. كما تخلوا عن معتقداتهم التبريرية وأخذوا من الخوارج منهج ضرورة التصدي للانحراف والمنكر، كما أخذوا اقتباسات من “القدرية” (أسلاف المعتزلة) فتركوا ربط الجبر بالقدر، وربطوا الإيمان بالعقل ربطًا محكمًا.
ليصبح المرجئة ذوي قوة كبيرة بانضمام “الموالي” لهم ولدعوتهم، فانحازوا بمن اتبعهم من الموالي لثورة عبد الرحمن بن الأشعث في جيشه الذي عُرف بـ”جيش الطواويس”، إلا أن الحجاج بجيش كبير تمكن من إخماد تلك الثورة. بدأ مذهب المرجئة في الانتشار والتأثير على يد الكثير من المؤمنين بالمذهب، ومن أشهرهم “الجهم بن صفوان”، والذي يُعزى له الفضل في إتمام نشر المذهب بخرسان، وهو الرجل الذي اشترك مع الحارث بن سريج في ثورة خرسان ضد بني أمية، فكان كاتبه ورأس دعوته والداعي إلى اتّباعه. وهكذا لم ينصرف القرن الثاني الهجري إلا وكان “الإرجاء” منتشرًا في الأقاليم الشرقية من دولة بني أمية، فكان عدد من انضموا لجيش ابن سريج يصل لسبعين ألفًا، هذا الرجل الذي كان يطالب بأمور بسيطة وعادلة للغاية مثل إقامة العدل، ونشر قيمة التسامح، وتطبيق الشريعة، ولذلك لم يتورع الثوار عن وقف القتال حينما أكد الخليفة على الاستجابة لمطالبهم، ولم يتقاعسوا لما أدركوا تنكره لوعوده، فكانت ثورتهم عاقلة لا تهدف سفك الدماء دون الوصول لحل. وبالفعل حققت هذه الثورة الكثير من أهدافها، فنعلم أن الحكومة الأموية بعد مقتل الحارث أضطرت للتنازل عن كثير من الإجراءات المالية الجائرة، واتبعت سياسة أكثر لينًا واعتدالًا.

3- المعتزلة


يبين محمود إسماعيل في كتابه أن أغلب من حاولوا دراسة “المعتزلة” اعتبروهم فلاسفة وأصحاب مذهب كلامي عقلي، لا اجتماعي أو سياسي، وربما سبب ذلك كان أمرين، أولهما عظمة منتجهم الفكري، وثانيهما كونهم لم يظهروا إلا متأخرًا ولم ويبرزوا إلا مع بداية القرن الثاني الهجري. إلا أن الاختلافات الجوهرية بين أفكار المعتزلة وأفكار أهل السنة خاصة في تعاملهم مع الخلافة جعل بعض الدارسين يصنفهم كحزب وسط بين السلطة والمعارضة. وإذا جاز التسليم بذلك: فيجب التمييز بين المعتزلة وبين المرجئة التبريريين الذين لم يتحولوا للمعارضة إلا في وقت متأخر، فالمعتزلة وفق الكاتب ليبراليون مستنيرون تنطوي أفكارهم على مبادئ إنسانية، إلا أنهم رأوا تنفيذها عن طريق الترشيد والإصلاح لا عن طريق الثورات والانقلابات.
وللأسف فإن أغلب ما لدينا من فكر المعتزلة هو ما كتبه خصومهم عنهم، وليست كتابتهم هم، فأشهر شيوخهم واصل بن عطاء وأبو الهزيل لم يصلنا من كتبهما ورسائلهما شيء، كذلك لم يصلنا من رسائل الجاحظ إلا القليل مما كتب، فقد تبارى أهل الحديث أيام محنة المعتزلة خلال عصر المتوكل في حرق مصنفاتهم. وأما ما وصلنا عنهم وعن فكرهم فنلاحظ منه الالتزام الوثيق بين الفكر المعتزلي وبين مواقفهم من العدالة الاجتماعية، وليس هذا بغريب فقد عُرفوا بـ”أهل العدل والتوحيد”، وأطلق عليهم المسعودي اسم “العدلية”.
ظهر المعتزلة في البصرة عام 100هـ كفرقة كلامية لها آراؤها المميزة على يد واصل بن عطاء تلميذ الحسن البصري، فُعرفوا بالواصلية أو المعتزلة، ويرى البغدادي أن تسميتهم بالمعتزلة جاءت نتيجة اعتزالهم لإجماع الأمة. ويؤكد فكر المعتزلة السياسي طابعهم في الاعتدال المستنير، فما قاله واصل بن عطاء في أمر الإمامة مصداقًا لتلك الحقيقة، إذ وافق الخوارج في مبدأ اختيار الأمة لإمامها من قريش أو من غيرها، كما اقترب من الشيعة حين قال بأن وجود إمام مسلم واجب على أهل كل عصر. ويبدو أن عدالتهم السياسية لاقت إعجابًا كبيرًا بين فئة الموالي، فيكفي أن واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد مؤسسي المذهب من الموالي، والجاحظ العالم المعتزلي الأشهر كان من الموالي، لذلك فقد اعتنق الكثير من الموالي هذا المذهب.
وأما عن عداء المعتزلة لبني أمية فمرجعه أنهم في نظرهم جبارون مغتصبون للخلافة فارضون لها بحد السيف، فينقل محمود إسماعيل عن أحمد أمين بأن شيوخ المعتزلة جميعًا كانوا مؤيدين لوجهة نظر علي في حربه لمعاوية، بل رمى بعض شيوخ المعتزلة معاوية بالكفر. وأما عن الخروج على الحاكم فقد رأوا بخلاف الشيعة والخوارج أن هناك شروطًا لهذا الخروج: 1- أن يكون الخارجون جماعة متماسكة. 2- يكون الغالب عندهم أن عددهم كافٍ ضد مخالفيهم. 3- أن يكون على رأس الخروج إمام عادل. هذه الشروط “العاقلة” في الإعداد لثورة هي ما جعلتهم يلتمسون الأعذار لتوقف الصحابة والتابعين وأهل العدل عن مناوأة بني أمية.
لذلك فعدم خروجهم هم أيضًا على بني أمية من وجهة نظر الكاتب لم يكن تقاعسًا أو استكانة ولكن لكونهم وعوا تجارب سابقيهم ممن ثاروا في ظروف غير مواتية فحصدتهم سيوف بني أمية. إلا أن ذلك لم يثنيهم عن عمل الجماعات الدعوية السرية في البصرة والمغرب وخرسان واليمن فضلًا عن بلاد الشام والحجاز، لكن الثابت أن المعتزلة لم يوفقوا في تأسيس دولة تدين بالاعتزال شأن الفرق الأخرى، ولم تسفر دعوتهم إلا عن تكوين جماعات متماسكة كأقليات في بقاع مختلفة من العالم الإسلامي، اللهم إلا الفئة “الواصلية” منهم والتي أثارت المتاعب وقاتلت الدولة الإباضية بالمغرب، كذلك فقد اشترك المعتزلة بعد ذلك مع العلويين في الكثير من الثورات ضد الدولة العباسية، وأبرزها اشتراك المعتزلة مع الزيدية في الثورات التي قام بها محمد النفس الزكية ضد الملك المنصور.

4- القرامطة


يؤكد محمود إسماعيل بداية بأن القرامطة فئة مسلمة ملتزمة بقواعد الإسلام، وليس كما يرميهم البعض بالكفر وعدم اتباع الفروض الإسلامية، ويبين أنهم كانوا فرقة تمثل الثورة الاجتماعية باسم الدين وليسوا حركة مارقة، فأصحابها مؤمنون بالله ناصرون لدينه ثأرون من أجل الإصلاح، كما حال أغلب الحركات المعارضة عبر التاريخ الإسلامي، فيقول أحد الدارسين عن تلك الحركات: “لا يعرف التاريخ الإسلامي مذهبًا ثوريًّا لا يستند إلى أساس روحي، ولا حركة ثورية عامة لا ترجع للدين”، وفي هذا المعنى يذكر ابن الأثير أن وزير المقتدر قبض على قرمطي وسأله عن سبب اعتناقه لهذا المذهب القرمطي، فأجابه قائلًا: “صح عندي أنه على الحق، وأنت وصاحبك – الخليفة– كفار تأخذون ما ليس لكم”.
كذلك ينفي الكاتب أن القرامطة كانوا حركة قومية، مؤكدًا أنهم استقطبوا الناس من كل صوب ومن سائر العناصر والعصبيات المقهورة، فكانت دعوتهم جمعًا للناس من شتى الأمم. وأما عن الحال الاجتماعي الذي ساهم في نشأة حركتهم فيمكن تلخيصه في “الإقطاع العسكري”، والذي أصبح واحدًا من سمات هذا العصر، فمع أمر مثل هذا بالإضافة لتكاثر الضرائب والتلاعب في العملة وسوء عيشة الفلاحين كان الحال مهيأ لظهور القرامطة. ونتيجة ذلك كله كان من أوائل من انضموا للقرامطة رؤساء الحرف والعمال، والذين عملوا في السر على نشر تلك الدعوة من أجل إسقاط السلطة وإقامة مجتمع جديد.
بدأت حركة القرامطة مرتبطة بالحركة الإسماعيلية في البداية، وكان أول وأبرز رجالها هو حمدان بن الأشعث والملقب بالـ”قرمط”، والذي انفصل عن الإسماعيلية بعدما نشر الدعوة في العراق والبحرين واستشعر قوتها وقدرتها على الانفصال، وليظل القرامطة منذ ذلك الحين شوكة في جنبي الخلافتين العباسية والفاطمية ما يزيد عن القرن ونصف.
وقد وفى حمدان بن الأشعث بعد ذلك بما كان يدعو له من عدالة اجتماعية، فوجدناه يطبق ما عرف بنظام “الألفة”، والذي يُعد تجربة اشتراكية فريدة، حيث فيه “يتنازل كل فرد عما يملك للجماعة، ويحصل فقط على قدر ما يفيد ويبذل في خدمة ونصرة الجماعة”، ووجدنا عندهم نظام “العقدانية” في الحكم، والذي فيه يكون هناك جماعة تدعى “أهل الحل والعقد” ويكونون على قدم المساواة مع الحاكم، ويعينون الحاكم دائمًا على الحكم بالعدل نتيجة مشوراتهم.
ظل القرامطة لقرن ونصف حركة ودولة قوية ذات شأن في العراق والبحرين، وقد اتبع القرامطة الكثير من قبائل الجزيرة العربية، مثل بني هلال وبني سليم وبني معقل وبني كلب وفزارة وأشجع وغيرهم، بل كانت هذه القبائل هي عماد جيش القرامطة الذي غزوا به أنحاء الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر، إلى أن بدأ الفاطميون في استقدام بني هلال وسليم وفزارة وأشجع وبني معقل للاستقرار بمصر، فاستقرت تلك القبائل بصعيد مصر لمدة تزيد على القرن (وبعدها نزح بنو هلال وبنو سليم وفزارة وأشجع وبنو معقل من صعيد مصر إلى شمال أفريقيا فيما عرف بتغريبة بني هلال، على اسم أكبر قبائل التغريبة).



شاهد المقال

الربيع العربي ،، ثورة ام خدعة بصرية ؟؟ بهاء الدين فرقد




الربيع العربي ،، ثورة ام خدعة بصرية ؟؟
 بهاء الدين فرقد 
منذ اواخر العام ٢٠١٠ ومطلع ٢٠١١ دخلت اغلب بلدان الوطن العربي حقبه جديدة عرفت باسم "الربيع العربي" ، اذ قامت في العديد من الدول اللتي تعتبر مراكز قوى في المنطقة كمصر وتونس وسوريا ولبيا وغيرها ، ثورات وانقلابات ادت الى تغير الحكم والتخلص من " طغات " كانوا جاثمين على كراسي الحكم ،،، اليوم وبعد خمس سنوات ما زالت اثار وبقايا هذه الثورات موجوده على ارض الواقع ، تدفع بالبلدان اللتي قامت بها ، الى الهاويه تقريبا ، الامر اللذي يدفع كل متتبع للشأن العربي ، ان يطرح السؤال اللذي يبين حقيقه واهداف هذه الثورات ، هل كانت فعلا ثورات نابعه من الشعب لتغيير واقعه ؟ ام انها ايحاءات خارجيه استقبلناه نحن العرب ، دفعتنا الى ان نختلق كذبه ، ونصدقها ؟!!! . 
الوقائع تشير الى انه عدى تونس ، واللتي انطلقت منها اول بوادر هذا الربيع ، فان الثورات قد فشلت فشلا ذريعا في البلدان اللتي قامت فيها ،اذ تعتبر تونس ناجحه نسبيا مقارنه بغيرها ممن خاضوا التجربه ، في ليبيا الامر تطور من ربيع سلمي ، الى خريف مسلح اكل الاخضر واليابس ، فالثوره وان تخلصت من القذافي ، الا انها ادخلت ليبيا في دوامه قد لا تخرج منها ابدا ، 
فهي مقسمه الى دويلات الان ، اجزاء كبيره منها اعلنت نفسها ولايات تابعه للدولة الاسلامية ، الحرب بين الليبراليين والقبائل من جهة ، وبينهم وبين داعش من جهة اخرى ، مستعره ، الحال في سوريا لا يختلف كثيرا ، مصر تعاني ضعف اقتصاديا مخيفا ، 
اضافه الى عدم استقرار الجانب الامني ، مراكز القوى في المنطقه العربية كلها تعاني . قد يقول البعض بان العراق لا يخضع لما قلته سابقا ، والاجابه واضحه ولا تحتاج لتفكير ، العراق لا يحتاج الى ثوره مصطنعه لتضعفه داخليا ، فهو اصلا متخم بالمشاكل ، الفساد ينخر جسده ، اثار الحرب ما زالت ممتده فيه كسرطان غير قابل للاستئصال ، فقر وجوع ومشاكل امنيه واقتصاديه . 
الغريب ان كل هذه الثورات على الورق حققت اهدافها ، الا ان الواقع يقول ان كل هذه الدول كانت في مضى احسن حالا قياسا بما يحصل الان ، والاغرب ، ان العامل المشترك بينها ، الدعم الخارجي ، تغاضى عن كثير من مثيلاتها من الثورات ، ولعل اقربها ما يحدث في البحرين ، لاسباب مجهوله ، اذ انها لا تختلف شكليا ، عن اي من سابقتها ،مما يدفع الى التشكيك في نوايا الجهات الداعمه، وما اذا كان حجم الدعم يعتمد على حجم الفائده اللتي تعود بها على الداعمين اولا ، بغض النظر عن مصلحه الشعب ، 
ما يثير القلق هو الغطاء اللذي تتخذه الفرق المتنازعه ، واللذي دائما يكون ، ديني وفكري ، صراع بين التحضر والاصاله ، 
باختلاف المسميات ، فانه دائما يكون ذا عناصر ثابته ، الاخوان المسلمين والليبراليين في مصر ، الجيش الحر وداعش والنصره والنظام في سوريا ، داعش والقبائل الشيعيه والحكومه في ليبيا ، الحوثيين والحكومه والتحالف العربي في اليمن ، نفس العناصر وبنفس الافكار ، والغرض من هذا الغطاء دائما ، هو ان يظهر ما يحصل على انه مجرد اختلاف في الرأي بين افراد الشعب ، وانه حاله طبيعية لم يكن مخطط لها بل وحتى صحية في بعض الاحيان !!! ، خصوصا وان هكذا نوع من الصراعات ، كان حاضرا دائما في التاريخ الحديث للمنطقة .
اما سبب لجوء هذه الجهات الى مثل هكذا مخطط قد ينقلب عليهم ، هو ببساطه ، انهم متاكدين من انه لن ينقلب ، طالما ان شعوب المنطقه لن تتخلى عن افكارها القومية والدينية "الطائفية " ، بالاضافه الى انهم جربوا الحرب ، في العراق ، ووجدوا انها مكلفه بشكل مبالغ فيه .
الضحية القادمة ، اتضحت ملامحها في الايام القليله الماضية ، لبنان ، واللتي تعيش رخاءا قياسا بجيرانها ، الا ان بوادر ثوره "صفراء " بدات تظهر فيها ، ولا ندري ما تخفيه الايام القادمه لها .
في اعتقادي وبعيدا عن العاطفة والمسائل القومية ، ارى ان ما يحدث هو مجرد مقلب ، او كما يقول اخواننا المصريون ، " حاجه اصفره " ، دبرت لنا ، وشربناها نحن العرب بكل رحابه صدر ، لنخلق لانفسنا اسطورة ، تلهينا للعقود الطويلة القادمة ، ونحن مرتاحون باننا غَيرنا ، والاهم ، بانه ما يحدث ، هو منا ولنا ، واننا صنعنا مجدنا ، وليس لاحد فضل علينا ، او دخل في ما صنعنا ، واننا مستعدون لمواجهة عواقبه ، من مساعده احد .
شاهد المقال

العلمانية بقلم ماجد الشويلي


#الــعــلــمــانــيــة …؟!!
• يبدو ان بعض الاخوة ليس مستعداً للاعتراف بعلمانية الدولة العراقية الا اذا عاودت قمع الاسلامين وغمرهم باحواض التيزاب …
• متناسيا ان الدولة العلمانية هي دولة لاتتعاطى مع موطنيها على اساس دينهم وانما على اساس مواطنتهم فهي اذا ليست عدوة للدين وتسمح للجميع بممارسة شعائره كما يرغب وكما يحب …
• لكن البعض لازال مصراً على ان الدولة كي تثبت علمانيتها يجب عليها قمع الإسلامين !!!  كما يصر على ان الدولة العراقية اليوم هي دولة إسلامية ، والمفارقة التي نتمنى ان يجيبنا عليها الاخوة بوضوح هل تعتبرون ان دولتنا اليوم دينية أم علمانية …؟!!
• فاذا كانت علمانية فما بالكم تفرون منها ؟ علماً اننا نطالبكم باقامة دليل العلمي والمنهجي على انها دولة إسلامية . لا الترهات التي لا تسمن ولاتغني من جوع …
• فكيف تكون دينية والاحزاب العلمانية تفوق الدينية فيها كيف تكون دينية والدستور ينص على انها ديمقراطية ورئيسها علماني ورئيس السلطة  القضائية علماني واغلب الوزراء علمانيون
• وهاكذا وكل طائفة لها الحق في بناء دور عبادتها ولا يوجد من يجبرك على تغير دينك ولاتملك العقار او العلاج او الجنسية على اساس دينك ، بل كل شي تمتلكه لانك مواطن فاذا كانت هذا الدولة دينية لماذا تشمئزونها او لم تعط كل ذي حق حقه فما اروع من ذلك ؟ نعم انا الان في معرض البحث  الفارق بين الدينية والعلمانية ولا انكر مافيها من مساوء … وان كانت علمانية فما الذي دهاكم وقززتم اسماعنا وانتم من يتحمل تبعاتها …
• أشفق عليكم والله واساله لكم الهداية وهل دولة صدام كانت دينية ؟ وهل دولة عبد الكريم قاسم كانت دينية ؟ وهل الملكية دينية ؟ !!!!!  متى كانت لديكم دولة دينية …؟
• أنني لاعجب هل جاءت أمريكا لتؤسس دولة إسلامية ؟ الم تكونوا مقتنعين بقدرة أمريكا على بناء النموذج العلماني الحلم ؟ لا نطلب منكم غير الانصاف وكولة اهلنا ( الحظ والبخت)
•الإســلام المــحــمــدي الأصــيــل :-
هــو الــحــل ولــكــن  أنــتــم المــشــكــلــة .
✒️أ. ماجد الشويلي

السبت، 22 أغسطس 2015

شاهد المقال

بالمجان !! /بهاء الدين فرقد

بالمجان !! /بهاء الدين فرقد
 


"لكل عراقي الحق في الرعاية الصحية ، وتعنى الدولة بالصحة العامة، وتكفل وسائل الوقاية والعلاج بانشاء مختلف انواع المستشفيات والمؤسسات الصحية "
-الدستور العراقي / المادة الحادية والثلاثون .
"التعليم المجاني في مختلف مراحله حق لكل العراقيين "
-الدستور العراقي / المادة الرابعة والثلاثين ثانيآ .
من يقرأ الدستور العراقي الحديث ، ولو بصورة مطالعة سريعة ، وهو لا يعرف الوضع الفعلي للعراق ، سيتخيل انها في مصاف الدول المتقدمة في رعاية الانسان و حمايته وتوفير سبل العيش والرفاهية المطلقة له . فمواد الدستور تكفل حقوق يعد الحصول عليها صعبا في الكثير من الدول المتطوره والمتقدمة ، كحق الرعاية الصحية المجانية اللتي تباع في دول كالولايات المتحدة الامريكية وغيرها ، وحق التعليم المجاني المكفول لكل من يحمل الجنسية العراقية ، وغيرها من الحقوق اللتي كفلها الدستور واللتي قد تدفع من لا يعرفنا الى ان يحسدنا على ما ننعم به ، بل وحتى من الممكن ان تزرع في داخله فكرة الهجرة الى العراق !!
في العراق ، على الورق كل شيء مجاني وسهل المنال للغاية ، فالدولة تتكفل بتعليمك تعليما جيدا ورعايتك صحيا وفكريا وتوفير عمل مناسب لك وخدمات تسهل حياتك بصورة اقرب الى المثالية . الواقع مغاير تماما، نحن نذهب الى المستشفيات "المجانية " ليكتب لنا الطبيب "اللذي لا حول له ولا قوة " مجموعة تحاليل اغلبها غير موجود في المستشفى ، لنلجأ الى العيادات الخاصة لاجرائها ، ونعود الى المستشفى ، ليكتب لنا على ضوء الفحوصات علاجا المفروض ان نستلمه من الصيدلية " المجانية " ، ولانها غالبا تكون خالية من اي دواء عدى بعض ادوية الم الرأس او الاسهال ، فنلجأ مرة اخرى الى الصيدلية الاهلية لشراء الدواء باي ثمن ، ليخلص الطبيب الى توصية جوهرية وهي "زوروني في العيادة الخاصه او المستشفى الاهلي " ، والمواطن مجبر على ذلك لكي يحصل على الشفاء.
نذهب الى المدارس "المجانية " ذات الصفوف اللتي من المفروض انها تستوعب ٢٢ طالبا كاقصى حد وفق توصيات وزارة التربية ، الا انها غالبا ما تكتض باربعين طالبا فما فوق ، نصل الى المرحلة المفصلية في حياة كل طالب ، السادس او السنه اللتي تسبق الالتحاق بالجامعات ، فتجد ان المجانية تلاشت شيئا فشيئا ، تجد نفسك مجبرا على ان تلجأ الى مدرس "خصوصي" لكي يشرح لك المادة "المجانية " اللتي من المفروض ان تتلقاه في صفك ، وغالبا ما يكون هذا المدرس هو نفسه المدرس المسؤول عنك في المدرسة ، ولا يختلف سوى في كمية جهده المبذول بين المجاني والخاص ، نشتري الملازم ، ندفع اموالا طائله ، لنحصل على حق التعليم العالي "المجاني " ايضا ، فنتفاجئ بالمعدلات والشروط الموضوعه للقبول في اختصاصات معينه غالبا تكون هي الاكثر مرغوبية مقارنه ببقية الاختصاصات ، فيلجأ الطالب الى الكليات الاهلية عسى ان يحصل على شهاده في اختصاص يكفل له وظيفة محترمه ، ليجد ان التعيين وحق العمل المكفول بالدستور اصبح ايضا يكلف الكثير للحصول عليه .
ندفع للدولة ثمن الماء ، ولانه غير صالح للشرب نضطر لشراءه من جديد من المحال الاهلية ، ندفع للدولة مبالغ طائله من اجل الكهرباء ، ثم نضطر لشراءها مجددا من اصحاب المولدات الاهلية ،
الخلاصة هي ان في العراق كل شيء يكلف الكثير ، الا شيء واحد مجاني ، وهو كيف يتعلم المواطن ان يصرف اموالا طائلة وهو مرتاح البال ، معتقدا ان اهم حقوقه يحصل عليها ‫#‏بالمجان‬ .
شاهد المقال

ايران والعرب عبد الرحمن يوسف




ايران والعرب عبد الرحمن يوسف
لا بد أن تفهم هذه الأمة لكي تعرف كيف وصلت لإنجازها!

خلاصة الأمة الإيرانية في سجادها ... لا بد أن تفهم كيف تصنع سجادة يدوية لكي تفهم الأمة الإيرانية.
يقوم العامل المتخصص بتسدية النول؛ والتسدية هي نسج الخيوط الطولية للسجادة، ولا بد أن تتم بمنتهى الدقة، فالمسافة بين كل خيط وأخيه لا بد أن تكون مسافة واحدة، بالمليمتر.

من الممكن في سجاد الحرير أن يصل عدد الخيوط الطولية إلى اثني عشر خيطا في السنتيمتر الواحد، وبعد ذلك تأتي العقد العرضية، وقد تصل إلى اثنتي عشرة عقدة عرضية في السنتيمتر الواحد، أي أن بعض سجاد الحرير قد تصل فيه عدد العقد إلى مائة وأربع وأربعين عقدة في السنتيمتر الواحد ... هذا هو مستوى الدقة والصبر الذي نتحدث عنه !

عرض السجادة هو ما يحدد عدد العاملين فيها ... سجادة بعرض مترين يعمل فيها عاملان، وكلما زاد العرض كلما زاد العاملون.

السجادة قد تظل على النول عدة أسابيع، أو عدة شهور، أو عدة سنوات، أو عدة عقود !

 رأيت سجادة ضخمة بدأها الجد، وواصل الابن العمل فيها، ثم أتمها الحفيد ... وباعها هذا الحفيد في مزاد بعد أكثر من ثلاثة عقود من العمل ... بعدة ملايين من الدولارات طبعا !

السجادة عبارة عن خريطة واضحة المعالم، توضع أمام فريق العمل من اللحظة الأولى، كل عقدة لها موقعها، ولونها ... ألوان السجادة، والأشكال والرسومات ... كل ذلك موجود من اللحظة الأولى في (ماكيت) أو مخطط السجادة ... ولا مجال للارتجال أو الفهلوة.

حين انتصرت الثورة الإيرانية قامت دولة جديدة، استقوت بالناس، نجحت وأخفقت، أصابت وأخطأت، أبدعت وأجرمت، ولكنها في النهاية دولة لها مشروع، وفي سبيل نجاح هذا المشروع وضعت خطة واضحة ... وصبرت عليها وكأنها سجادة يدوية من الحرير الخالص ... وفي النهاية تم لها ما أرادت.

لقد تواكلت الأمة الإيرانية سنوات وسنوات ... كانوا في انتظار الإمام، كانوا لا يصلون الجمعة، فهم في انتظار الإمام !

حتى جاء الخميني ... وراجت نظرية "ولاية الفقيه"، والفقيه ينوب عن الإمام في إقامةالدولة، وفي صلاة الجمعة بالتأكيد. 

بعد ذلك رحل "الخميني"، ولا يوجد فقيه بحجم "الخميني" ليسدَّ مكانه، والسيد "الخامنئي" غالبا سيكون آخر الفقهاء المرشدين، ولا مشكلة في الأمر ... فقد تمكنت الأمة الإيرانية من تحويل المرشد العام للثورة إلى مؤسسة، كما تمكنت من ابتكار نظرية "ولاية الأمة" !

لقد تمكن الإيرانيون من استغلال سائر مميزات العرق الفارسي، والغل المجوسي، والعقيدة الشيعية، والموقع الجغرافي، والتاريخ الصفوي ... ونسجوا من ذلك كله سجادة بديعة ... وها هم بعد أكثر من ثلاثين عاما من بدأ العمل ... يجنون مزيدا ومزيدا من الثمار.
ماذا فعل العرب؟

مجموعة من الأنظمة بلا مشروع، لم تنجز شيئا على مدار عشرات السنين، إنجازها الوحيد هو طول البقاء في السلطة، وقهر البلاد، وإذلال العباد.

كل ما فعلوه أنهم قد قدسوا أنفسهم، وراكموا ثرواتهم، وورثوا أبناءهم، وحصنوا أنظمتهم، وحولوا ولاءهم لأعداء أمتهم ... فكانت النتيجة أنهم ازدادوا تخلفا وتراجعا في ميدان الأمم.

المشروع الإيراني كان من الممكن احتواءه منذ البداية لو كان للعرب مشروع مضاد، وكان من الممكن التعاون معه والاستفادة به ومنه لو كان للعرب مشروع منافس، ولكن ما حدث أن المشروع الإيراني قد تمدد في فراغ عربي كامل، وكلما ازداد تراجع العرب كلما تمدد وتوغل مشروع إيران، واليوم ... وبعد أن فرضت إيران وجودها على العالم كله في اتفاقها التاريخي بشأن برنامجها النووي يحاول العرب اليوم أن يستدركوا ما فاتهم ... وأن يخترعوا حلا سنيا أو حلفا عربيا يقف في وجه المشروع الإيراني !!!

لقد تحيز العرب لأمريكا وإسرائيل، وتخلوا عن حركات المقاومة ضد إسرائيل ... فدعمتهم إيران.

وتراجع الإسلام السني بسبب تقليص ميزانيات الأزهر وتراجع دور دعاته في إفريقيا وآسيا وسائر قارات الدنيا ... فضاعفت إيران ميزانيات نشر التشيع، وانتشر المذهب الشيعي في مناطق ما كان ليصلها لو استمر العرب في أداء واجباتهم.

لقد باع العرب العراق فابتلعته إيران، واضطهدوا الأقليات الشيعية في بلدانهم، فمدت لهم إيران يد الدعم ... وهكذا في كل مجال من مجالات الحياة ... يتراجع العرب وتتقدم إيران لتسد الفراغ !

إن خيبة العرب الأساسية في أنظمة الحكم العسكرية التي حكمتهم خلال ستة عقود سوداء، وبسبب هذه العصابات العسكرية أصبحت دولنا حثالة العالم، ورؤساؤنا مجرمين دوليين.

النظام الإيراني يرضى عنه غالبية الإيرانيون، بعكس ما يروج أعداؤه، وقد يختلف معه كثيرون، ولكن الحد الأدنى من التراضي متحقق، بعكس ما هو حادث في غالبية بلداننا العربية، حيث يعيش غالبية الشعب تحت حكم الجبر والقهر.

لا تلوموا الإيرانيين على اجتهادهم ... بل لوموا حكامكم البهاليل على استخذائهم المخجل الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه.

إذا سألني أحد عن الحل ... فالحل هو ترك الناس ليحكموا أنفسهم مثل سائر الأمم التي تقدمت، وليقرروا بأنفسهم من هم أعدائهم ومن هم حلفائهم دون الإصرار على اللعب بعقولهم، أما محاولة إجبار الشعوب على السير على هوى الحكام فلن يكون له إلا مزيد من العواقب الوخيمة.

 قلنا ذلك في الماضي ... ونقوله الآن ... وسنظل نقوله حتى نحققه بأيدينا قريبا بإذن الله تعالى.