get pregnant

الاثنين، 14 سبتمبر 2015

شاهد المقال

اكتشاف جسيمات فيرمون ويل عديمة الكتلة ثورة في عالم الإلكترونيات مترجم

ترجمة اسلام عواد
من الممكن نظريًا لهذه الجسيمات أن تحمل شحنات أسرع 1,000 مرة من الإلكترونات الاعتيادية.
بعد 85 عامًا من البحث، أكد الباحثون أخيرًا
ولأول مرة على الإطلاق وجود جسيم عديم الكتلة يُدعى ويل فيرمون. وهو ذو خاصية فريدة للعمل كمادة وكمادة مضادة في نفس الوقت وقد تم اكتشافه بداخل بلورة، فهذا الجسيم الغريب يمكنه تكوين ما يشبه الإلكترونات ولكنها عديمة الكتلة.
وستكون النتائج المترتبة على هذا الاكتشاف ضخمة للغاية، ليس فقط بسبب إثبات وجود مثل هذا الجسيم صعب المنال، لكن لأنه يُمهد الطريق لإيجاد إلكترونات أكثر كفاءة ونوع جديد من الحوسبة الكمية. “يُمكن استخدام ويل فيرمون لتفادي مشكلة الازدحام الذي يحدث للإلكترونات في التطبيقات الإلكترونية، فبإمكانها التحرك بطريقة أكثر كفاءة وتنظيمًا من الإلكترونات”. وهذا ما قاله قائد فريق البحث الفيزيائي زاهد حسن من جامعة برينستون بالولايات المتحدة لأنثوني كوتبرينستون في مجلة IBTimes ، ثم أضاف: “بإمكانهم بدء إيجاد جيل جديد من الإلكترونات نطلق عليه ويل-كترونات”.


هيرمان ويل

فما هو إذن جسيم ويل فيرمون بالضبط؟ بالرغم مما علمونا إياه في المدارس الثانوية من أن الكون مكون من الذرات، إلا أن من وجهة نظر الفيزياء فكل شيء في الكون مكون من مكونات دون ذرية تُدعى فيرمونات وبوزونات. وببساطة فالفيرمونات هي وحدة البناء التي تكون كل المواد، بما فيها الإلكترونات، بينما البوزونات هي التي تحمل القوة، كما في الفوتونات
الإلكترونات الآن هي العمود الفقري لصناعة المواد الإلكترونية، ورغم أنها تحمل الشحنات بكفاءة إلا أنها تميل للتصادم ببعضها والانحراف عن مسارها، مما يتسبب في فقدانها للطاقة وإنتاج الحرارة. وقد وضع فيزيائي ألماني يُدعى هيرمان ويل عام 1929 نظرية تقول بأنه لابد من وجود جسيم دون ذري عديم الكتلة وأطلق عليه اسم فيرمون، وقال بأنها تستطيع حمل الشحنات بكفاءة أعلى بكثير من الإلكترونات.
الجرافين
وقد استطاع مؤخرًا فريق بجامعة برينستون أن يُثبت أن تلك الجسيمات موجودة بالفعل. وقد بينوا بالتجربة أن إلكترونات ويل تستطيع حمل الشحنات أسرع 1,000 مرة من الإلكترونات في أشباه الموصلات الاعتيادية. وتستطيع تحقيق ضعف سرعة نقل الشحنات في مادة الجرافين الرهيبة.
وقد نشر الفريق في مجلة الساينس أن السبب في ذلك هو أن تلك الجسيمات تستطيع أن تدور في كلا الاتجاهين مع اتجاه حركتها – ويطلق عليها العلماء ذوات اليد اليمنى – وعكس اتجاه الحركة – ويُطلق عليها ذوات اليد اليسرى – في نفس الوقت. وهذا يعني أن تلك الفيرمونات تتحرك كلها في نفس الاتجاه وبأماكنها الالتفاف حول العوائق التي تشتت الإلكترونات العادية.
الأمر كما لو أنها تمتلك GPS الخاص بها وتقود نفسها بدون تشتت. وقال الباحثون في مؤتمر صحفي: “يتحركون ويستمرون في التحرك في اتجاه واحد بما أنهم إما من ذوات اليد اليمنى أو اليسرى فقط لأن حركتهم تتم بانتظام كأنهم يتحركون في نفق. فهم كإلكترونات في غاية السرعة تتصرف كأنها أشعة ضوئية أحادية الاتجاه، ويمكن استخدامها في نوع جديد من الحوسبة الكمية”.
الطريف في هذا الاكتشاف أن الباحثين وجدوا جسيم فيرمون ويل في بلورات مُصنعة في المعمل، على عكس كل الجسيمات الأخرى التي يتم اكتشافها، كجسيمات هيجز بوزون الشهيرة، والتي لم يستطع أحد ملاحظتها بالتجربة إلا في أعقاب الاصطدام الناتج بين الجزيئات. وهذا يعني أن هذه العملية يمكن للعلماء إعادتها بسهولة، كما يمكنهم البدء فورًا في محاولة اكتشاف كيف يمكن استخدام فيرمونات ويل في صناعة الإلكترونيات.
وقد اكتشف الفريق الجسيم بعد تجربة مُعدة خصيصًا لذلك، وكانت مكونة من مادة بلورية نصف معدنية تُدعى تانتاليوم أرسيندي، والتي تم الإعلان عنها من قِبل باحثين صينيين من قبل كمادة تحتمل وجود فيرمون ويل بها. وذلك بعدما وجدوا آثارًا لبقايا جسيم في اختباراتهم المعملية. ثم اخذوا تلك البلورات لمعمل لورانس بيركلي الوطني بكاليفورنيا، وهناك أطلقوا عليها أشعة كثيفة الطاقة. وقد نتج عن تحليل الأشعة على الجانب الآخر وجود جسيمات فيرمون ويل بالفعل.
ويتم تعريف فيرمون ويل بأنه ينتمي لأشباه الجسيمات، وهذا يعني أنها لا يُمكن أن توجد إلا في مواد بلورية، ولا توجد وحيدة أبدًا. ولكن من شأن إجراء أبحاث أخرى مساعدة العلماء أن يستنتجوا كيف يمكن الاستفادة منها. وكما قال قائد فريق البحث: “طبيعة جسيمات فيرمون ويل غريبة للغاية، ويمكن أن نستخرج منها العديد من النتائج التي لا نستطيع حتى أن نتخيلها الآن”، ونحن لا يسعنا الانتظار حتى نرى تلك النتائج
المصدر
شاهد المقال

5 روائع يجب عليك قراءتها لفيودور دوستويفسكي " كنعان راشد "


اعتبر فيودور دوستويفسكي من أهم الأدباء في العالم وقد وصف من قبل العديد بأنه من أكثر الكتاب الموهوبين في العالم، صور لنا وغاص في أعماق النفس البشرية، شاركنا من خلال أعماله بالأسئلة الفلسفية الكبرى التي تتحدث عن الإيمان والغفران والأخلاق، والإخلاص والتي قام بتحليلها بطريقة ذكية جداً وبالطبع هذه المواضيع الفلسفية لا تزال حتى اليوم تدغدغ داخل العقل البشري، وبسبب هذه المواضيع وطريقة تحليله المميزة فإن كتاباته تعد جديرة بالقراءة ويجب على الجميع قراءتها.
كانت أولى الروايات التي قرأتها لدوستويفسكي “الأبله” والتي اعتبرها من أروع الروايات التي قدمها، بالإضافة إلى الأخوة كارامازوف الذي يتناول فيها مختلف المواضيع النفسية والاجتماعية والسياسية والدينية فكانت قوة كتاباته تكمن في صدقها.
ورغم الإطالة والإفاضة بالأحاديث والحوارات فإنك لا تشعر بالملل وتتمنى أن لاتنتهي الرواية لتبدأ برحلة ممتعة صادقة مع هذا الكاتب الموهوب وتجعلك تصاب بالحزن لأن الرواية اقتربت من الانتهاء، وتشعر كما لو أنك تقرأ عن شخصيات حقيقية، يصور لنا ويصف من خلالها كيف أن الأفكار لديها القدرة على تغيير حياة الإنسان. في هذه القائمة خمسة من أهم روايات دوستويفسكي التي يجب عليك أن تقرأها.

ملاحظات من تحت الأرض/ الإنسان الصرصار


تعتبر هذه الرواية واحدة من أكثر الكتب فلسفية حيث يتطرق فيها إلى المعضلات الوجودية ويقوم من خلالها بفتح جدل مع الفلسفة الغربية الحديثة. بطل الرواية يعاني بما سمي لاحقاً “مرض القرن” يحدثنا عن السخافة أو الخمول الخارج من ألمه الجسدي والعقلي إلى جانب بعض الأفكار ومعتقدات الشخص الذي تدور حوله القصة مثل أن التقدم لا يستحق أي جهد وهذه الفكرة طرحت فيما بعد عند العديد من الكتاب والفلاسفة مثل جان بول سارتر وايتالو سفيفو، ويعتبرها البعض أول رواية في الفلسفة الوجودية.
 
الغايات يا سادة أن لا يفعل المرء شيئاً البتة. إن القعود عن الفعل والخلود إلى التأمل مُفضلان على أي شيء آخر
الجريمة والعقاب


كوراسلينكوف وهو طالب فقير يعيش في
 غرفة صغيرة يرفض المساعدة من أي أحد.
يخطط وينفذ جريمة قتل بدم بارد لامرأة عديمة الضمير تقرض المال، وفي محاولة للدفاع عن أفعاله يقول أن بأموال المقرضة يمكن القيام بالأعمال الصالحة لمواجهة الجريمة ونتخلص من الحشرات التي لا قيمة لها ويقارن نفسه بنابليون ويشارك اعتقاده بأن القتل مسموح لتحقيق هدف أسمى.
 
هنالك أشخاص نجهلهم تماماً، ولكن عندما نلتقي بهم نشعر بشيء يدفعنا إلى التقرب منهم … حتى قبل أن نبادلهم حديثاً

الأبله
هذه الرواية من عام 1869 وهي تعد واحدة من أهم أعمال دوستويفسكي تصور لنا الفروق الدقيقة في الحياة الاجتماعية لأحد النبلاء الشباب الروس الذي يدعى ميشكين الذي عاد إلى سانت بطرسبرغ بعد أن كان يعيش في مصح في سويسرا وكما يوحي العنوان بطل القصة هو رجل ساذج واثق أكثر من الازم يتكلم دون أن يعير اهتمام لأحد يملك طيبة طفولية، ومثالي لدرجة كبيرة..
يحاول قدر المستطاع أن يحقق السعادة لأعدائه وأصدقائه، مما يؤدي ذلك به إلى الكثير من المتاعب نظراً لأنه يتعامل مع العديد من الشخصيات منها الماكر ومنها الفاسد ومنها الأناني.
 
اعلموا أنَّ هناك حدًا للغمِّ والقهرِ والنكَدِ الذي يُحدثهُ في نفسِ الإنسانِ شعورهُ بأنهُ لا شيء، وبأنهُ عاجزٌ، فإذا تجاوزَ الإنسانُ ذلك الحَد غَرِقَ في لذّةٍ خارقة

الأخوة كارامازوف



هي آخر روايات دوستويفسكي في عام 1880 وفي رأي العديد أنها أكبر وأعقد رواية له، أمضى في كتابتها عامين تقريباً، وتوفي بعد أقل من أربعة أشعر من تاريخ نشرها، وهي رحلة رائعة تتحدث فيها عن مأساة أسرة كارامازوف وتناقش العديد من المواضيع المختلفة منها الأخلاق والإيمان ويبحر في تصوير النفس البشرية.
وفي نفس الوقت الرواية هي قصة جريمة رائعة يحاول فيها القارئ أن يكتشف من قتل الأب لأبنائه الثلاثة الذي يرمز كل شخصية منهم إلى فكرة معينة العقل والجسد والروح.
كان لهذه الرواية تأثير عميق على العديد من الكتاب والفلاسفة من بينهم ألبرت أينشتاين، لودفيج فيتجنشتاين، مارتن هايدغر، كورماك مكارثي، وكورت فونيغوت، وسيغموند فرويد، فرانز كافكا.
 
إن من يكذب على نفسه، ويرضى أن تنطلي عليه أكاذيبه، يصل من ذلك إلى أن يصبح عاجزاً عن رؤية الحقيقة في أيّ موضع، فلا يعود يراها لا في نفسه ولا فيما حوله، وهو ينتهي أخيراً، لهذا السبب، إلى فقد احترامه لنفسه واحترامه لغيره.

المقامر
يبحث دوستويفسكي في هذه الرواية القصيرة عن موضوع الإدمان على لعبة الروليت، نشرت في عام 1867 يصور لنا بذكاء تطور حياة الاجتماعية للطبقة العليا والعلاقات الاجتماعية بين الفقراء والأغنياء كما يتحدث عن موضوع الحب وبداية الإدمان القوي للكازينو.
وهي قصة تدور حول أستاذ مثقف غير ميسور مالياً يقع في حب امرأة أرستقراطية لا تعيره أي اهتمام تهينه بطريقة مزعجة، يؤمن هذا الأستاذ بأنه قادر على كسب الكثير من المال من خلال المقامرة بالكازينو ويدمن عليها لدرجة لعينة، وقد لحن الروسي الشهير سرغي بروكوفييت أوبرا مستنداً إلى الرواية تحمل نفس العنوان.
 
إن في وسع المرء في كل ظرف من الظروف… أن يتصرف تصرفاً يحفظ له كرامته


شاهد المقال

تقسيم سوريا والتقسيم المضاد ؟ ملهم الاحدب


تقسيم سوريا والتقسيم المضاد  ملهم الاحدب

منذ بدأت موجة الاحتجاجات ضد نظام الأسد في مدينة درعا الجنوبية، صاحبتها صيحات تحذر من بداية مشروع لتقسيم سوريا، وتفتيتها وفق أبعاد طائفية ودينية وعرقية.

وكانت صورة العراق بعد الاحتلال الأمريكي حاضرة في كل حديث حول تقسيم سوريا وضياع مستقبلها.

في البداية لم يؤرق الأمر الثوار أبدا، حيث إن الاحتجاجات كانت سلمية والهدف منها كان إصلاح ما أفسده النظام، وبناء حياة ديمقراطية تعددية بعيدة عن أعين الأجهزة الأمنية، ولم يكن السلاح حاضرا، ولهذا كان صعبا تطبيق الأجندات الغربية المتوقعة.

وهنا لا بد من توضيح فكرة مهمة بشأن المخططات الغربية ونظرية المؤامرة، فنحن وإن نفينا نظرية المؤامرة بشكلها الساذج، فإننا لا ننفي وجود مخططات تختص بأحداث معينة إما حفاظا على المصالح أو منعا لبروز أطراف قد تشكل إزعاجا للنظام الدولي القائم.

مع عسكرة الثورة وتراجع الحل السلمي شيئا فشيئا، عادت مخاوف التقسيم تظهر من جديد، والحقيقة أن التقسيم بحد ذاته ليس عيبا، فالثورات أسقطت مفهوم الدولة، والدولة العربية الحديثة "ما بعد الاستعمارية"، ليست دولة صاحبة تراث مؤسسي حقيقي إنما كانت في الغالب ولاية تتبع مركز.

تقسيم الجغرافيا أو الديمغرافيا يأتي بعد انهيار المنظومة الجامعة لهما، فالأمة الإسلامية باختلاف أعراقها انقسمت على نفسها بعد سقوط مؤسسة الخلافة التي كانت تجمعهم، والأمر مشابه بالنسبة للدول "ما بعد الاستعمارية" فانهيار منظومة "القانون" وإن كنت أعترض على هذا الاسم في دولنا، هو البداية لتقسيم المجتمع لحين عودة شرعية أخرى تجمع المفتت.

إذن فالتقسيم أمر حاصل، ولكن الاختلاف على الكيفية، فالتقسيم الذي سيحافظ على وحدة المجتمع ومستقبله أو التقسيم الذي سيحاول الحفاظ على مستقبل وأمن الاحتلال الإسرائيلي وحدوده.

ما هو التقسيم المتوقع لسوريا؟!

في الواقع وكما هو معروف تتمتع سوريا بأطياف متنوعة من الأعراق والأديان إلا أن الأغلبية هي للمسلمين السنة، وتحتفظ الأقليات الأخرى بما يشبه الأقاليم الخاصة فيها، فالعلويون على سبيل المثال يسكنون جبال الساحل منذ مئات السنين، فيما يقطن الدروز منطقة السويداء وأجزاء من سهل حوران ولبنان وشمال فلسطين، كما يعيش الأكراد وهم يتفرعون كذلك لطوائف دينية في الشمال الشرقي تقريبا بالقرب من مناطق الأكراد في تركيا والعراق.

فعليا وكما نظرة مراكز الدراسات الغربية فإن الأسهل منطقيا هو التقسيم وفق العرقية والدين، أي أن الأكراد لهم إقليمهم والعرب السنة لهم إقليمهم والعلويون لهم إقليمهم وكذلك الدروز.

إلا أن هذا التقسيم سيكلف السوريين فيما بعد ثمنه دماء باهظة، فإذا ما قامت قوة وطنية سورية لإعادة توحيد كل هؤلاء ضمن دولة واحدة فإن الحرب الناشئة ستكون دينية طائفية بامتياز، وسيكون إفناء الآخر الوصف الأدق برأيي.

كما أن وجود دويلات مثل الدويلة العلوية والدويلة الدرزية المفترضتين، سيؤسس لكيانات غريبة جديدة في المنطقة، فالاحتلال الإسرائيلي هو كيان غريب عن المنطقة، والغربة بمعنى أنه لا يشابه المنطقة من حيث الدين واللغة، وكذلك هاتين الدولتين ستكونان كيانين غريبين من الناحية الدينية، ما يزيد من خطورة الحرب الدينية في المستقبل.

وهنا يتبين أن هكذا تقسيم هو خطر على المنطقة برمتها الذي سيدخلها في نزاعات لا مفر منها لاحقا.

هل يمكن تقسيم البلاد بطريقة أخرى أقل كلفة في المستقبل؟

حقيقة ترهقني فكرة أننا نسير إلى حتفنا بإرادتنا دون أي وعي أو تبصر بمستقبلنا، ودون أي محاولة للتغيير، ففرضية التقسيم هذه أصبحت حقيقة قبل وقوعها في العقلية العربية.

أحاول ومنذ فترة أن أجد تقسيما سياسيا لا مذهبيا، وبرأيي أن التقسيم السياسي من الممكن الوصول إلى اتفاقات مصلحية فيه تنهي الأزمة في حينها، أما الحروب الدينية فإنها لا تبقي ولا تذر.

الصيغة الأنسب برأيي تكمن في تحييد الجانب المذهبي من التقسيم، فمثلا القوى السنية هي الجانب الأقوى بعد سقوط نظام الأسد فعليا وهي الأقدر على فرض سيطرتها على القطر بكامله، ولكنها في المقابل مقبلة على تنازع عسكري لفرض الأفكار والشرعية وربما تصفية الحسابات.

فالقارئ لوضع المعارضة السورية سيستنتج أن هناك حربا مؤجلة مثلا بين جبهة النصرة وجيش الإسلام على الأقل في الغوطة الشرقية، كما من الممكن أن تمتد المواجهات لفصائل أخرى في حالات التحالف فيما بعد.

إلا أن سيطرة هذه الجماعات على التراب السوري وعلى مناطق الأقليات قبل مناطق الأكثرية هو الأنسب، وسآتي لتوضيحها، ولهذا أحسب معركة الساحل أهم من معركة دمشق، فدمشق هي تحصيل حاصل، فسكانها لا يملكون نزعة انفصالية بعكس الآخرين.

الخلاف بين المكونات العسكرية السنية هو سياسي عقدي فكري، ولكن وإن كثرت النزاعات بينهم، فإن وجود صيغة توافقية هو أمر أسهل منه في حالة الإصلاح بين أديان مختلفة.

ماهي الصعوبات التي ستواجه هذا السيناريو؟

إن أول الصعوبات تكمن في أن مصدر السلاح هو الخارج، والخارج هو صاحب أجندة قد تخالف رغبات الثورة ما يعني أن بداية معركة مثل معركة الساحل قد يقطع عن الثوار الإمداد، وهنا نفترض أن الثوار وبعد أربعة أعوام قد تمكنوا من القدرة على المناورة واستيعاب لحظات قطع الإمداد من خلال استراتيجيات معينة.

إضافة إلى هاجس التسليح فإن الدول الإقليمية كلها تمتلك مشاريع معينة منها ما هو تمددي توسعي مثل إيران، ومنها ما يهدف إلى إيقاف كل ما له صلة بالثورات مثل الأنظمة العربية عموما.

ومعظم هذه الدول تتحكم في التشكيلات الموجودة حاليا من خلال الدعم المالي والغطاء السياسي، ما يجعل التفاوض لاحقا أمرا مزاجيا يعتمد على مصالح الأطراف الخارجية.

ختاما ، لا بد من التنويه إلى أن هذا السيناريو وإن كان ضعيفا وصعب التطبيق إلا أنه يفتح الآفاق لأفكار اكثر توازنا تمنع الثورة السورية من الدخول في نفق لا يُعلم نهايته.

لا بد من استشراف المستقبل ودراسته والبحث عن حلول للمشكلات التي ستأتي لاحقا، فالاعتماد على التحليلات الآنية هو ما أنهك الربيع العربي وشعوبه وأدخلهم في متاهات الألعاب الإقليمية والدولية دون حلول.


 




شاهد المقال

مُترجَم: كيف تضع رؤيةً لحياتك؟ هاله اسامة


كنتُ أعتقد أنَّ التفكير في رؤيةٍ لحياتي إهدارٌ للوقت، فمن يفعل ذلك؟ يبدو الأمر عاطفيًّا جدًا، وأشبه بما قد يفعله توني روبنز. ولكن بعد ذلك، عندما بدأتُ أتعلَّم كيفية تغيير حياتي وعاداتي، أدركتُ شيئًا ما؛ يتجنَّب الناس وضع رؤيةٍ لحيواتهم لأنَّهم يعتقدون أنَّ الأمر عقيم، فلماذا أضع رؤيةً بينما من المستحيل تحقيقها على أي حال؟

كما لاحظتُ أمرًا في الأعوام العديدة الماضية؛ الأشخاص الأكثر نجاحًا وإثارةً للاهتمام ممَّن أعرفهم لديهم جميعًا رؤى لحيواتهم، ويبدون وكأنَّهم يعرفون ما سيحدث بعد ذلك وكأنَّهم قد رأوا المستقبل، وعلى الجانب الآخر أجد أشخاصًا عالقين ولديهم نظرة بائسة في أعينهم وكأنَّهم يقضون وقتهم في الحياة فقط دون متعة أو تطلُّعات، ليس لدى أولئك الأشخاص رؤية، ليس لدى الكثير منهم في الحقيقة حتى أهداف طويلة الأمد، كان هذا واضحًا على نحوٍ مؤلِم في لمّ الشمل الأخير لزملائي من المرحلة الثانوية.

هل يجعلك امتلاك رؤية قادرًا على تغيير حياتك أم أنَّ قدرتك على تغيير حياتك تتيح لك امتلاك رؤية؟

إنَّ القدرة على تغيير حياتك وامتلاك رؤية لها مثل اليين واليانج الضروريين لحياة رائعة، فهُما معتمدان على بعضهما البعض ومُكمِّلان لبعضهما البعض، إذ يُحفِّز أحدهما انطلاق الآخر، اعثر على حافزك لتغيير حياتك وستُصبِح قادرًا على وضع رؤية لها، أو ضَع رؤيةً لحياتك ثم تعلَّم كيفية تغييرها.

ما الفرق بين الرؤية الحياتية والأهداف طويلة الأمد؟

الأهداف هي الإنجازات والتجارب الفردية التي تسعى إليها، والرؤية هي الصورة الأكبر. تُحدِّد رؤيتك الحياتية مَن ترغب أن تكون، وماذا تريد أن تشتهر به، وما مجموعة التجارب والإنجازات التي تهدف إليها. تُساعِد رؤيتك على تحديد الأهداف عبر منحك إطار لتقييم تلك الأهداف، تُصبِح رؤيتك هي أسبابك، ينبغي أن تستهدف رؤيتك الإجابة على أسئلة مثل:

ما الحياة التي تود أن تعيشها في عمر 20، و30، و40، و50، و60، و70، و80؟
ما نوع الأشخاص الذين تريد أن تكون مُحاطًا بهم؟
ما الذي تؤمن أنَّك قادر على تحقيقه في الحياة؟ ما أعظم الأشياء التي يمكنك تحقيقها بفرض توافر الحافز والموارد والظروف المناسبة؟
ما الذي تتمنى لو كنت تستطيع تغييره في العالم؟ ما الذي يمكنك الإسهام به في العالم ويجعلك تشعر بالفخر والسرور؟
عندما تموت، ما الذي تريد أن يقوله الناس ويتذكَّرونه عنك؟
ابدأ بالإجابة على تلك الأسئلة وسيكون من السهل وضع رؤيتك.

كيف تضع رؤيتك الحياتية؟

تحتاج أولًا إلى تحديد ما يهم في الحياة، وهنا ستُفيدك القليل من الفلسفة التي تعلَّمتها في المدرسة، تحتاج إلى التعمُّق والخوض في المسائل الوجودية، ما المعنى الحقيقي للحياة؟ كيف ينبغي أن تعيش حياتك؟

لن تكون إجابتك على سؤال «ما يهم في الحياة» مثاليةً، وهذا أمرٌ مقبول، الهدف هو تحديد أمر صلب يمكنك العمل عليه، ويمكنك تغيير إجابتك عندما تراجع رؤيتك الحياتية في أي وقت، وبغض النظر عن إجابتك، ستكون هناك أمور تريد أن تفعلها أو تكونها، وهناك مصادر لازمة لدعم تلك التجارب والإنجازات.

«عندما تستيقظ في الصباح، فكِّر في الامتياز الثمين الذي تتمتَّع به لكونك حيًّا؛ تتنفَّس وتُفكِّر وتستمتع وتُحب».-ماركوس أوريليوس.
ضَع قائمة بفئات الأمور التي تهمك، وفيما يلي الفئات الموجودة حاليًا على قائمتي:

الصحة: ممارسة الرياضة، والحمية الغذائية، واليقظة الذهنية، والرؤية المنظورية.
القُدرة: المهارات، والمعرفة، والشخصية.
العلاقات: رعايتها وتنميتها.
الوقت: استغلال الوقت بحكمة.
الثروة: جني القيمة اللازمة لدعم الأهداف.
التجارب.
الإنجازات.
الرضا: السعادة بمَن تكون، وهو على الأرجح الهدف النهائي.
يمكن أن تبدو قائمتك مختلفة، بل ويجب أن تبدو كذلك، يتعلَّق الأمر كله بما يهمك أنت، وما تريده أنت من وقتك القليل على هذا الكوكب.

اكتب الآن في كل فئة من فئاتك ما تريده أو تحتاجه منها، فكِّر في الأمور التي تريد تحقيقها أو تجربتها، ثم راجعها بصورةٍ معكوسة لتفهم كيف يجب على الفئات الأخرى دعم رؤيتك الحياتية.

وأخيرًا صغ عبارة تصف كيف ستبدو حياتك المثالية، قد يبدو الأمر مبتذلًا، أعرف، ولكن يمكن لهذا التمرين بأكمله أن يكون ممتعًا ومُجزيًا. لقد جدَّدتُ رؤيتي الحياتية للتو عندما كنتُ في إجازة في هاواي لعشرة أيام، كانت الموقع المناسب للاستبطان.

ستتكوَّن عبارتك من وصف شامل لحياتك مقترنًا بقائمة من المجالات التي تهمك أكثر من غيرها، والأهداف شديدة الأهمية في كل مجال منهم.

ماذا بعد؟

إذا كان هذا التمرين هو كل ما ستقوم به، سترى على الأرجح بعض النتائج المفيدة، وسترتكز رؤيتك في عقلك وستعمل على الوصول إليها بصورةٍ لا واعية، ولكن إذا أردتَ الحصول على أفضل فرصة في تحقيق رؤيتك، ستحتاج إلى فعل المزيد، ستحتاج إلى بناء نظامٍ لنفسك، تراجع فيه رؤيتك وأهدافك بانتظام، وتُحدِّث خطة العمل الخاصة بك من أجل تحقيق تلك الأهداف.

ينبغي أن تكون أولويتك جَعل هذا النظام عادةً، أمرًا ستفعله مهما حدث، ولن تضطر إلى التفكير فيه أو تذكير نفسك به. ابدأ بوضع رسائل للتذكير وبنود لقائمة مهام، وادمج وقت التخطيط للحياة في روتينك الأسبوعي واليومي حتى يُصبِح عادةً.
المصدر
شاهد المقال

هل يسفر انقلاب عسكري عن نتائج إيجابية؟ 5 دول تحولت من السلطوية للديموقراطية

هل يسفر انقلاب عسكري عن نتائج إيجابية؟4 دول تحولت من السلطوية للديموقراطية    
زهراء مجدي

ارتبطت كلمة انقلاب عسكري تاريخيًّا بصورة لضباط متعطشين للسلطة وجهوا مدافعهم للإطاحة بالنظام القائم وتولوا الحكم إلى الابد، أشهر أبطالها جنرالات فاسدون في أمريكا اللاتينية، وأفريقيا، وصلوا للسلطة بدماء متفرقة ليلعبوا نفس أدوار الطغاة الذين انقلبوا عليهم.
معروف أن الديموقراطية لا تأتي إلا بانتخابات حرة ونزيهة، لكن هل جميع الانقلابات معادية للديموقراطية؟ وهل لا يمكن لنا الفصل بينها طبقًا للإجابة عن سؤال محدد: هل يمهد الانقلاب للديموقراطية أم يؤصل للاستبداد؟ ففي السنوات الخمس الأخيرة ظهر مفهوم “الانقلاب الديموقراطي” وعمل باحثون على التأسيس لنظرياته وأثبتوا بنماذج قريبة أن لبعض الانقلابات نتائج إيجابية أيضا دون ادعاء أن الانقلاب العسكري هو أفضل الأساليب لتغيير نظام مستبد، بل على العكس فإن ثورة شعبية بعيدًا عن تدخل الجيش تكون أفضل، لكننا نتحدث عن حالات كان فيها التدخل العسكري هو الخيار الوحيد للانتقال إلى الديمقراطية والتخلص من ديكتاتور عنيد.
يعرف “الانقلاب غير الديموقراطي” بأنه النوع الأسهل لتغيير الرأس والإبقاء على النظام السياسي كما هو بغرض الاستحواذ على السلطة مثل انقلاب معمر القذافي على الملك السنوسي في ليبيا عام 1969 أو عندما قام عمر البشير بانقلابه في السودان عام 1989.
النوع الثاني المدعوم بتأييد الشعب هو “الانقلاب الديموقراطي” ولمنحه الشرعية جاءت تعريفات أكاديمية وشروط تقننه، فهو يسعى للإطاحة بنظام شمولي أو استبدادي، وإحداث تغيير إيجابي في هيكل النظام السياسي من خلال تسهيل إجراء انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة في غضون فترة قصيرة من الزمن. وينتهي بنقل السلطة من قبل ضباط الجيش إلى حكومة منتخبة ديمقراطيا، لكن في الواقع تسعى الجيوش عادة لتحصين أفرادها كشرط لتسليم السلطة للمدنيين والاطمئنان على المصالح الذاتية للمؤسسة العسكرية والنص عليها فللقانون ي الدستور الجديد قبل الرحيل.
وضع “أوزان فارول” أستاذ القانون بكلية «شيكاغو كينت» للقانون في دراسة نشرها بمجلة “هارفارد” الدولي 7 شروط أساسية للانقلاب “الديموقراطي” 1- أن يسعى الانقلاب للإطاحة بنظام شمولي استبدادي ، 2- أن يستجيب الجيش إلى معارضة شعبية مستمرة ضد حاكم مستبد أملا في التحول للديموقراطية ، 3- يظل الديكتاتور في مواجهة المعارضة الشعبية المستمرة رافضًا للتخلي عن السلطة ومتحديًا لإرادة الجماهير، 4- لا بد أن يكون الانقلاب من جانب جيش يحظى باحترام كبير داخل الأمة، وغالبا ما يكون ذلك نتيجة نظام التجنيد الإلزامي 5- يستجيب الجيش لدعوة الناس له لتغيير النظام الاستبدادي الشمولي، 6- يجري الجيش انتخابات نزيهة وحرة لنقل السلطة لحكومة مدنية منتخبة خلال فترة قصيرة، 7- بعد الانتخابات الحرة ينقل الجيش على الفور السلطة للحكومة المنتخبة بغض النظر عن هويتها، ويجب أن يحاكم الجيش، من قبل القضاء المدني، على أي انتهاكات للقانون الجنائي أثناء عملية الانتقال.
في الجانب الآخر يؤرق القائمين بالانقلاب تعريف فعلتهم خوفًا من رد الفعل الدولي فلا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تنفق الملايين على دعم الانتخابات الأجنبية وتستدعي عقوبات صارمة على تلك التي لا تراها متوافقة مع قواعدها في الانتقال الديموقراطي للسلطة، ليكون الحل بين ثلاثة: إما التأكد من قدرة الدولة على تحمل قرارها بالانقلاب ديموقراطيا والتخلي عن المساعدات الدولية، أو اللجوء للمنظمات الدولية وفتح الباب أمام التدخل الاجنبي عسكريًّا، أو الامتناع عن تداول المفهوم الحقيقي لما حدث والوقوف بين ثورة وانقلاب.

1- بعد اليوم الأول من انقلاب البرتغال 1974: «شكرا للقوات المسلحة»



لأكثر من 40 عامًا خضعت البرتغال لحكم مستبد قاده “أنطوني دي أوليفيرا سالازار” منذ 1930، عانت فيها الأصوات المعارضة من القمع وعانى العمال من تدني الأجور وطفت على الحياة السياسية صورة للمنافسة الصورية دون أحزاب مع تجريم الإضرابات وتعقيد إجراءات تسجيل الناخبين حتى اقتصرت الجداول على 15% فقط من قاعدة الناخبين في انتخابات عام 1973.
كلف سالازار المؤسسة العسكرية البرتغالية في حروب استعمارية مكلفة في أنجولا وغينيا بيساو وموزمبيق صعدت من غضب الجيش إلى جانب غضب الشعب حتى دبر 200 من صغار الضباط انقلابا على النظام في 25 أبريل 1974 استجاب له الشعب فخرج آلاف في الشوارع يضعون زهرة القرنفل على فوهات بنادق الضباط رمزًا لدعمهم، فسميت بثورة القرنفل.
بدأت البرتغال بعد الاحتفال فترتها الانتقالية واستمرت لعامين، فقد أصدر ضباط الجيش بيانًا أوضحوا فيه سبب انقلابهم وتعهدوا بإجراءات إصلاحية سياسية واقتصادية واجتماعية تؤسس لدولة ديموقراطية، تم صياغة الدستور دون عرضه على الشعب بعد عام من الانقلاب وتلته انتخابات برلمانية ورئاسية، وبعد الموافقة على ترشيح عسكري واحد للانتخابات الرئاسية فاز بها القائد العام للقوات المسلحة “أنطونيو إيانس” وتعهد الجيش بإيجاد حل سياسي للحروب التي أنهكت البرتغال، استمر الجيش في خطته فأحكم سيطرته على الدستور الجديد ومنح لمجلس الثورة الذي يرأسه رئيس الدولة الحق في الحكم على دستورية القوانين التي يصدرها البرلمان، وهو الوضع الذي تغير في عام 1982 بعدما طالب البرلمان المنتخب بتعديل الدستور وتقليص صلاحيات الرئيس، وألغى “مجلس الثورة” وحل مكانه “مجلس مدني استشارى” ومحكمة دستورية، وأجريت تعديلات دستورية سمحت للحكومة المنتخبة بإخضاع المؤسسة العسكرية لها كبداية لالتقاط ثمار الديموقراطية.

2- السودان: انتفاضة سوار الذهب 1985
منذ استقلال السودان عام 1956 وحتى تاريخ اليوم وقع في السودان أكثر من 11 انقلابًا أو محاولة انقلاب، وثورتان شعبيتان أطاحتا بحكمين عسكريين قويين. وحكم العسكر منذ الاستقلال 45 عاما على ثلاث فترات انقلابية، مقابل 11 عامًا لحكومات مدنية ديمقراطية لثلاث فترات أيضا. كما حدثت انقلابات أخرى خلال فترات حكم العسكر والمدنيين.
انقلاب أبريل 1985 أو “الانتفاضة الشعبية” كانت أكثرهم تأثيرًا في التاريخ الثوري للسودان وثاني ثورة شعبية تطيح بحكم عسكري تحدث في السودان والعالم العربي وأفريقيا بعد ثورة أكتوبر 1964.
وهناك عوامل عديدة أسهمت في التذمر الشعبي من نظام العقيد جعفر النميري، منها الضائقة الاقتصادية التي أطبقت على البلاد ابتداءً من عام 1979، وتضييقه على الحزب الشيوعي وإعدام رموزه وإعدام من شارك من طلاب الجامعة في الانقلاب عليه، إضافة إلى تأييده اتفاقية كامب ديفد بين مصر وإسرائيل، وتورطه في تهريب اليهود الفلاشا الإثيوبيين إلى إسرائيل سرًّا ولقائه رئيس وزراء إسرائيل آنذاك أرييل شارون في كينيا 1982.
ألقى فقراء المدن الأحجار على موكب النميري أثناء توجهه للمطار يوم 23 مارس 1985 في طريقه إلى أمريكا. وعقب ذلك اشتعلت المظاهرات وهاجم الشباب الغاضب المحلات الفاخرة وحطم السيارات ومباني الأغنياء وتوالت الانتفاضات والعصيان المدني بمشاركة مختلف الطوائف الشعبية من طلبة وأساتذة الجامعات وأطباء ونقابيين وغيرهم، حتى شلت مفاصل الدولة بينما كان النميري يصف ما يحدث بأنه مؤامرة يقودها البعثيون والشيوعيون والإخوان المسلمون فأعلن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الرحمن سوار الذهب عام 1985 أن القوات المسلحة قررت الاستيلاء على السلطة حقنًا للدماء وحفاظًا على استقلال الوطن ووحدة أراضيه.
كان عبد الرحمن سوار الذهب وقتها وزيرًا لدفاع النميري، وحكم لمدة عام في الفترة الانتقالية وسلم الحكم طواعية بعد انتخابات حرة جاءت بحكومة الصادق المهدي المنتخبة في عام 1986 ثم اعتزل العمل السياسي ليتفرغ لأعمال الدعوة الإسلامية من خلال منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء.

3- النيجر 2010: انقلاب الجيش ضد بعضه
انقلاب النيجر الأخير هو الانقلاب “القياسي” لكونه الأسرع في التنفيذ بأقل الخسائر والأكثر تأييدًا ودعمًا في صفوف النيجريين، بالمقارنة بالانقلابات السابقة ببلد اليورانيوم.
جرى الانقلاب كعملية عسكرية محدودة لم تستغرق سوى بضع دقائق بعد اجتماع حكومي موسع برئاسة الرئيس النيجري المخلوع مامادو تانجا يوم 18 فبراير 2010، أطلق العقيد دجيبو – قائد الانقلاب – رصاصة واحدة من مسدسه كانت كلمة السر لبدء التحركات، فاقتحم صغار ضباط الجيش مقر رئاسة الجمهورية وأطلقوا النار على من رفض تسليم سلاحه.
في عام 2009 أجرى مامادو تانجا استفتاءً شعبيًّا لتعديل الدستور عبر مواد مطاطة يسمح له بالبقاء في السلطة لما بعد ولايته الدستورية وتعزيز صلاحياته مع توقيعه لصفقات يورانيوم ونفط عالمية مع بعض الدول والعواصم، ومنحها فيها الكثير من الامتيازات بما يتعارض مع حسابات ومصالح بعض القوى الإقليمية والعالمية الأخرى، تحديدًا إيران صاحبة المصلحة الإستراتيجية مع النيجر بسبب مخزونها من اليورانيوم، مما أدخل النيجر بين تكتلين دوليين يتحاربان للهيمنة على موادها الطبيعية “حلف إيراني – صيني، وآخر أمريكي – أوروبي”.
تلاعب مامادو بالإرادة الشعبية، فجمع المواطنين للالتفاف حول انقلاب أعاد السيطرة المدنية بعودة الجيش لثكناته بعد فترة انتقالية قصيرة نسبيا، فأجريت الانتخابات في عام 2011 وأسفرت عن انتخاب زعيم المعارضة مامادو إيسوفو.
بعد الانقلاب والانتخابات، برزت النيجر كحليف ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا ما رجح أن الصورة كانت لتختلف تماما لولا انقلاب 2010 ، ثالث انقلاب تشهده النيجر منذ التسعينيات.

4- تركيا 1960: العودة للعلمانية فوق ديكتاتور أطلق الرصاص على شعبه
منذ عام 1932 وحتى 1950 حكم حزب الشعب الجمهوري تركيا، فكانت الدولة والحزب شيئًا واحدًا يسيران وفقًا للنظريات الحداثية والعلمانية لمصطفى كمال الدين أتاتورك – مؤسس الحزب – حتى انتقلت الدولة من نظام الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية وفاز الحزب الديموقراطي “الشعبوي” بأغلبية ساحقة في برلمان 1950 فشكل الحكومة، لكن قرابة عشرين عاما جعلت رفع يد الحزب الجمهوري عن الجيش والبيروقراطية المدنية شبه مستحيلة.
حكم الحزب الوطني طوال عشر سنوات استبد فيها فور توليه السلطة فسن قوانين لقمع المعارضة السياسية، واستغل الدين للتأثير على الجمهور، وأنشأ لجنة برلمانية من أعضاء الحزب للتحقيق في “أنشطة تخريبية” اتهم بها الأحزاب المعارضة، ما اعتبره أساتذة القانون انتهاكًا للدستور التركي وأثار الاحتجاجات، لكن الحزب الحاكم رد بزيادة صلاحيات اللجنة وأعلن الأحكام العرفية لقمع الاحتجاجات وسمح للجيش بإطلاق الرصاص على المتظاهرين.
انحاز الجيش التركي للشعب ورفض إطلاق الرصاص على المتظاهرين في إسطنبول وانقلب على الحزب الحاكم وأطاح به في 27 مايو 1960، بعد استيلاء القوات المسلحة على السلطة، أصدرت بيانًا أعلنت فيه هدفها من الانقلاب “بإنقاذ الديمقراطية التركية من الوضع المؤسف الذي وصلت إليه”.
بعد قيادته انقلاب تركيا 1960 تولى الجنرال “جمال جورسيل” الحكم حتى 17 شهرًا قبل أن ينقل السلطة لحكومة مدنية منتخبة، أشرك الجيش معه أساتذة الجامعات لصياغة الدستور الجديد وحكموا بشرعية الانقلاب العسكري في العام الأول له، ووقع المجلس العسكري مع قادة الأحزاب السياسية إعلانًا مشتركًا بحماية مبادئ أتاتورك والكف عن استخدام الإسلام كأداة سياسية و الامتناع عن التشكيك في شرعية انقلاب 27 مايو 1960 أو انتقاد نتائج المحاكم العسكرية التي ستقرر مصير رموز النظام السابق والتي انتهت بالحكم عليهم جميعًا بالإعدام في 15 سبتمبر 1960 لاعتزامهم قلب النظام العلماني وتأسيس دولة دينية، لكن وكحال أغلب الانقلابات لم يعد الجيش لثكناته قبل أن يطمئن بفرض رؤيته على الدستور الجديد الذي عرف بدستور 1961 وصدق الشعب عليه بالإيجاب، فأنشأ المحكمة الدستورية التركية وما سمي بـ”مجلس الأمن القومي”، اللذين لعبا دورًا خطيرًا في الحياة السياسية التركية لعشرات السنوات وحتى الآن.
في عام 1961 تم إجراء الانتخابات التشريعية العامة وانتقلت البلاد إلى النظام الديمقراطي مرة أخرى. ولم يسمح الشعب للحزب الجمهوري بالحصول على الأغلبية والتفرد بالسلطة ثانية وحصل حزب العدالة الذي كان يعتبر شبه امتداد للحزب الديمقراطي على أكثر من نصف مقاعد البرلمان.
وهكذا تشكلت أول حكومة ائتلافية في تاريخ تركيا برئاسة عصمت إينونو. كانت النخبة العسكرية التي قامت بالانقلاب ترى في تولي إينونو منصب رئاسة الوزراء ضمانًا لها، ليتولى إينونو هذا المنصب في كافة الحكومات الائتلافية عدا مرة واحدة.

السبت، 5 سبتمبر 2015

شاهد المقال

أسوشيتد برس: وجه آخر للأزمة: في ألمانيا، اللاجئون المسلمون يتحوَّلون إلى المسيحية أفواجًا مترجم هالة أسامة

يحني محمد علي زنوبي رأسه بينما يسكب القس ماءً مُقدَّسة على شعره الأسود، ويسأل الكاهن جوتفريد مارتنز اللاجئ الإيراني: «هل ستنفصل عن الشيطان وصنائعه الشريرة؟ هل ستنفصل عن الإسلام؟» يجيب زنوبي بحماس: «أجل». ثم يُعمِّد مارتنز الرجل باسطًا يديه لمباركته قائلًا: «باسم الآب والابن والروح القُدُس». أصبح محمد الآن مارتن، لم يعُد مُسلِمًا بل أصبح مسيحيًّا.
وصل زنوبي النجَّار من مدينة شيراز الإيرانية إلى ألمانيا مع زوجته وطفليه منذ خمسة أشهر. وهو واحدٌ من مئات الساعين للجوء، ومعظمهم من الإيرانيين والأفغان، الذين تحوَّلوا إلى المسيحية في كنيسة ترينيتي الإنجيلية في حيٍّ مليء بالأشجار في برلين.
يقول معظمهم، مثل زنوبي، إنَّ الإيمان الحقيقي هو ما حثَّهم على اعتناق المسيحية، ولكن لا يمكن التغاضي عن حقيقة أنَّ هذا القرار سيُعزِّز كثيرًا من فرصهم في الفوز باللجوء من خلال إتاحة ادِّعائهم أنَّهم قد يواجهون الاضطهاد إذا أُعيدوا إلى أوطانهم.
يدرك القس مارتنز أنَّ البعض يتحوَّلون من أجل تحسين فرصهم في البقاء في ألمانيا، ولكن الدافع ليس هامًا له، فيقول إنَّ الكثيرون تجذبهم الرسالة المسيحية للغاية فتُغيِّر حيواتهم، ويُقدِّر المُتحوِّلين الذي لا يعودون إلى الكنيسة بعد التنصير بحوالي 10 بالمئة. وقال: «أعلم أنَّ هناك المزيد والمزيد من الناس الذين يأتون إلى هنا لأنَّ لديهم أملًا ما فيما يتعلَّق باللجوء، وأنا أدعوهم للانضمام إلينا لأنَّني أعرف أنَّ مَن يأتِ هنا لن يرحل دون تغيير».
لا يساعد المُتقدِّم بطلب اللجوء أن يكون مسيحيًّا فقط، وقد بذلَت المستشارة أنجيلا ميركل جهودًا إضافية هذا الأسبوع للتأكيد على أنَّ الإسلام «جزء من ألمانيا». ولكن قد يُعاقَب على تحوُّل مُسلِمٍ إلى المسيحية في أفغانستان وإيران على سبيل المثال بالإعدام أو السجن، ومن ثم من غير المُحتَمَل أن تُرحِّل ألمانيا اللاجئين الإيرانيين والأفغان المُتحوِّلين إلى أوطانهم.
لن يعترف أحد صراحةً بالتحوُّل بهدف زيادة فرصته في اللجوء، فقد يتسبَّب ذلك في رفض طلبه للجوء وترحيله بوصفه مُتحوِّل إلى المسيحية. لا يُصرِّح العديد من المُرشَّحين للمعمودية في كنيسة مارتنز بأسمائهم خوفًا من العواقب التي قد تقع على أسرهم في بلادهم. قال معظمهم أنَّ قرارهم مبني على عقيدة، ولكن قالت شابة إيرانية إنَّها مقتنعة أنَّ معظم الناس قد انضموا إلى الكنيسة فقط لتحسين فرصهم في اللجوء.
تقدَّم وسام حيدري، أحد أفراد المجموعة، بطلبٍ للجوء إلى النرويج في البداية، وتحوَّل إلى المسيحية هناك في عام 2009، ولكن رُفِضَت قضيته لأنَّ السلطات النرويجية لم تُصدِّق أنَّه قد يُضطهَد في إيران لكونه مسيحيًا، لذا انتقل إلى ألمانيا للسعي إلى اللجوء هنا، وينتظر قرارًا بشأن ذلك. انتقد العديد من أعضاء الكنيسة الإيرانيين الآخرين، قائلًا إنَّهم يُصعِّبون الحصول على الموافقة على اللجوء على «المسيحيين الحقيقيين المُضطهَدين» مثله. قال حيدري: «إنَّ أغلبية الإيرانيين هنا لا يتحوَّلون بناءً على عقيدةٍ، يريدون فقط البقاء في ألمانيا».
وبينما تُكافِح الكنائس الأخرى في ألمانيا بسبب تضاؤل أعداد المؤمنين، رأى القس مارتينز مجموعته تتضخَّم من 150 فردًا إلى أكثر من 600 خلال عامين فقط، مع تدفُّق لا ينتهي للاجئين جدد يجدون طريقهم إلى مجموعته. جاء بعضهم من مدن بعيدة مثل روستوك قرب البحر البلطي، بعد معرفتهم شفهيًا بأنَّ مارتينز يُعمِّد المُسلِمين بعد دورة صادمة مدتها 3 أشهر في المسيحية، وكذلك يساعدهم في طلبات اللجوء.
وذكرت مجتمعات مسيحية أخرى في أنحاء ألمانيا -من بينها الكنائس اللوثرية في هانوفر وراينلاند- ازدياد أعداد الإيرانيين المُتحوِّلين إلى المسيحية. ليست هناك أعداد دقيقة توضِّح عدد المُسلِمين الذين تحوَّلوا إلى المسيحية في ألمانيا في الأعوام الماضية، وهم يُشكِّلون أقلية صغيرة مقارنةً بمُسلِمي ألمانيا الذين يبلغ عددهم 4 ملايين. ولكن وصف مارتينز عدد المُتحوِّلين بأنَّه معجزة في برلين على الأقل، ويقول إنَّ هناك 80 شخصًا آخرين على الأقل -معظمهم لاجئين من إيران وبعض الأفغان- بانتظار التعميد.
تشهد ألمانيا هذا العام فيضانًا غير مسبوق من الساعين للحصول على اللجوء، مع توقُّعات بوصول عدد المهاجرين إلى 800,000 هذا العام، أي أكثر من العام الماضي بأربعة أضعاف.
يأتي العديد من المهاجرين الجدد من دول مسلمة مثل سوريا والعراق وأفغانستان وباكستان. وبينما سيحصل اللاجئون من سوريا التي مزَّقتها الحرب الأهلية بالتأكيد تقريبًا على وضع اللجوء، إلَّا أنَّ الوضع أكثر تعقيدًا في حالة الساعين للحصول على اللجوء من إيران أو أفغانستان، اللتان يُنظَر إليهما باعتبارهما أكثر استقرارًا. لم يُسمَح في الأعوام الماضية بالبقاء في البلاد سوى لحوالي من 40 إلى 50 بالمئة من اللاجئين من هاتين الدولتين، وحصل العديد من هؤلاء على تصريحٍ مؤقَّت بالبقاء فقط.
قال المكتب الفيدرالي الألماني للهجرة واللاجئين إنَّه لا يُعلِّق على الأسباب التي يُقدِّمها الأشخاص عندما يتقدَّمون بطلبات اللجوء، أو على كيفية حصول العديد من الناس على وضع اللاجئين في ألمانيا بناءً على الاضطهاد على أساس الدين.
قال زنوبي؛ الذي ارتدى ملابس بيضاء تمامًا من أجل تعميده يوم الأحد، إنَّه قد حضر مراسم دينية سرية في إيران منذ أن عرَّفه أصدقاؤه بالإنجيل في الثامنة عشر. قرَّر الفرار إلى ألمانيا بعد اعتقال عدة أصدقاء مسيحيين لممارستهم شعائر دينهم.
يمثِّل الصليب -علامة التنصير- لزنوبي وزوجته أفساني -التي أصبح اسمها منذ تعميدها كاترينا- بدايةً جديدةً. وقالت: «نحن الآن أحرار ويمكننا أن نكون على طبيعتنا. والأهم أنَّني سعيدة أنَّ أطفالنا سيتمتَّعون بمستقبل جيِّد هنا وسيمكنهم الحصول على تعليم جيِّد في ألمانيا».
شاهد المقال

وا أبا جهلاه " نزيه الاحدب"

وا أبا جهلاه " نزيه الاحدب"


عُرف العرب قديما بعادة إيقاد النار على الجبال القريبة من مساكنهم، ليس لتلويث البيئة، بل لكي تهدي عابري السبيل في ظلمة الليل، ولكي تكون دلالة على أن المنطقة مسكونة بأناس يقدمون دعوة مفتوحة لإقامة تكريمية دون معرفة مسبقة أو شروط مطبقة. ثم ظهر الإسلام فكرس قيمة إغاثة الملهوف وجعلها واجبا ينهض به القادرون عبر نصوص شرعية أكدت أن "من مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين".

والملهوف في قاموس "معجم المعاني" هو المظلوم الذي ينادي ويستغيث طالبا النجدة، وهو الحزين المفجوع إما لذهاب ماله أَو فقدان عزيز عليه. وبهذه المعاني فإن القاموس كأنه يصف من واقعنا الراهن أحوال الشعب السوري وأهوال الشعب العراقي ومظالم اليمنيين والمصريين والليبيين والفلسطينيين واللبنانيين، وما بدأ يلمع من أحجار الدومينو العربية. فكيف يتعاطى اليوم أحفاد موقدي نار الضيافة، وأتباع رحمة البشر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مع أبناء جلدتهم، إذا سلمنا جدلا بشراكة الجلد واللحم والعظم؟

الجواب يأتينا يوميا على مدار الساعات والأقمار الصناعية، مراكب صيد بسيطة تقل ألوف الملهوفين العرب، تحطمها الأمواج العادية وليس العاتية فيغرق من فيها، لتعود جثثهم إلى شواطئ ليبيا أو تركيا، ومن له حظ تسبح جثته إلى جزيرة يونانية أو إيطالية ليسجل انتصارا بعد الممات، بأنه وصل إلى "جنة" أوروبا ولو دون قلب ورئتين، وقد يحظى بمدفن صغير تتباهى به سلالته إذا نجا أحد منها أمام من ينجو في الجهة الأخرى على أرض الوطن من بحور حروب الأحقاد الطائفية. 

قد يسأل أحد سكان كوكب عطارد، ولماذا لم يتبادر إلى أذهان هؤلاء المساكين التوزع برا على الدول العربية، ولا سيما الخليجية منها، والعيش جنبا إلى جنب مع العمال الهنود والباكستانيين والبنغال والفيليبينيين والعاملات الروسيات والأوكرانيات والرومانيات، بدل المخاطرة بالأرواح في البحور بهجرة غير شرعية هزت أوروبا التي تداعى منها وزراء خارجيات فرنسا وألمانيا وإيطاليا، وطالبوا بـ"توزيع عادل للاجئين في أوروبا"؟ هم قالوا "في أوروبا" ولم يقولوا "في أوروبا ودول عربية"، لسبب واحد وهو أنهم لا يعيشون في عطارد بل في الأرض، وعلى الجانب العربي من هذه الأرض لم تعد توقَد النار لإغاثة الملهوف، بل ليشوي بها "أبو عزرائيل" نجم قوات "الحشد الشعبي "  جثة  مقاتلاً داعشياً كما ادعى ويقطعه مثل قاطع الشاورما لأكله، ولترد عليه قوات "داعش" بإشعال نار أخرى تلهب أجساد أربعة رجال من الحشد  كما ادعو مثلما تشوى المواشي المكتفة 
في العالم العربي اليوم توقد تلال حلب وساحات دوما وأرياف حمص بما لا ينضب من براميل البارود، وفي مدن العراق تحترق المياه من هول الجرائم، وفي اليمن بدأت اللعبة بإشعال الرئيس الذي عولج في مستشفيات السعودية فوضعوا "جلدة قفاه على وجهه"، وهو علاج يندرج الغدر ضمن أعراضه الجانبية. وفي العالم العربي تشتعل النيران في ميادين القاهرة وبوادي سيناء، وتضاء المصابيح على قمم دبي في سهرة رأس السنة الميلادية.

لماذا؟ أليس هؤلاء العرب هم أحفاد من كان يقري الضيف وهم أنفسهم أتباع محمد، يسأل سائل من كوكب الزهرة هذه المرة، لا يعرف حتما أن تراث محمد ليس بطاقة انتماء طائفي بل إرث حضاري تركه لمن لا يريد أن يضل من بعده أبدا. أما الشيم العربية فقد سقط منها ما هو أعظم من إيواء الخائفين، أصبحنا نحن نخيف النساء والأطفال، وهذه منقصة لم يرضها أبو جهل لنفسه عندما خطط لاغتيال سيد الخلق محمد فسأله بعض شبيحة قريش: يا أبا الحَكم لماذا لاتتسور (تدخل) بيت محمد و تقتله؟ فرد أبو جهل: أتتحدث العرب أني أروع بنات محمد...! 
شاهد المقال

الصناعة المحلية للمنظمات المسلحة صواريخ ام مناجيق اطلاق بقلم "رامون السيد"

الصناعة المحلية للمنظمات المسلحة صواريخ ام مناجيق اطلاق

تعددت الاسماء وتعددت الاشكال لكن العمل واحد والفعل ايضا

 عند الجيش السوري اطلق عليه اسم البركان وصاروخ الفيل وعند
تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) اطلق عليه اسم صواريخ جهنم وعند التنظيمات الشيعية عصائب اهل الحق اطلق عليه القاهر
والمنتقم وابابيل وكتائب حزب الله العراق اطلقت عليه الاشتر و اركان وذو الفقار والبتار
وعند تنظيم جيش الاسلام السوري المعارض اطلق عليه سهم الاسلام
وعند منظمات متفرقة اخرى اطلق عليه المنتظر  ومقتدى 1 والمبصر والخ من التسميات

 اذا اردنا الخوض العلمي في صناعة البركان والفيل وجهنم والقاهر والمنقم والاشتر وسهم الاسلام والخ من التسميات

نجد غريب من حيث شكله عما هو مألوف من نماذج الأسلحة المعروفة، سواء منها الشرقية أو الغربية التصميم
. أما غرابة الأمر، فيعود إلى أن التصميم أمريكي وانتاج بريطاني ، وليس شرقيا / روسيا/ سوفييتيا ، كان معروفا في الستينيات،
 وطور  خلال السبعينيات الماضية ، وكان يستخدم من قبل الجيش الأميركي لتأمين "سجادة نارية" لكسح الألغام من أجل تأمين تقدم القوات أو إعادة تأهيل منطقة سبق أن زرعت بالألغام.
استخدمت امريكا هذه الصواريخ في الحرب العالمية الثانية 1945 


صارو سلوفي الامريكي في متحف الاسلحة الامريكية
عرف في الجيش الأميركي باسم "سلوفي SLUFAE"    استخدم خلال فترةالحرب العالمية الثانية حيث استغنت عنه بعد فتره قصيرة
للفعاليه القليلة والتطور الذي حصل في المنظومة الصاروخية الامريكية

وهو اختصار لتعبير"وحدة الإطلاق السطحي للمتفجرات المشبعة بالوقود الهوائي"
يعتقد ان الايرانين استطاعوا اعادة توظيف الفكرة الامريكية نحو انتاج مماثل على الرغم من مرور حوالي 80 سنة على نهاية الخدمة لهذه المسخ الامريكي كما يسمى عند مهندسي الصناعة العسكرية لشكله الغير منتظم وصوته العالي عند الاطلاق وتاثير القتل القليل
إن هذه الصواريخ هي من نوع أرض –أرض ويبلغ طولها تقريبا 2800 ملم وهي ليست صواريخ قياسية، وقد تم جعلُ البَدَن الدافع طويلاً لكي يزيد من ثبات الصاروخ
وتوازنه أثناء تحليقه في الجو. من المحتمل أنه قد تم صنع هذه الصواريخ بأطوال مختلفة، ونظراً لأنها تُطلق بواسطة الراجمة”
فمن المرجح أن يبلغ قطر هذه الصواريخ المختلفة333  ملم تقريباً، ومن المحتمل أنه تم صنع صواريخ ذات قطر أكبر من ذلك،
ولا يبدو واضحاً إذا ما صُنعت هذه الصواريخ في إيران إلا أنها تشبه صواريخ أخرى صُنعت في هذا البلد، كما أنه من الموكد انها محلية وسهله التصنيع
حيث قد صنعتها بحيث يمكن إطلاقها بواسطة الراجمات
 التي نحن بصدد شرحها. يتألف ذيل الصاروخ
من مروحة ذات جُنيحات مستقيمة وحلقة ومنفث (عادم) كبير لمحرك الصاروخ،
 ويبدو أن مقطع الرأس الحربي أكبر حجماً من بدن الصاروخ كما أن قُطر هذا
 الرأس مساوٍ تقريباً لقُطر المروحة (أو ربما أكبر بقليل)، ويبدو أن هذا الجزء ذو تصفيح رقيق ممّا يوحي بالحاجة لأن تكون نسبة وزن الحشوة المتفجرة كبيرة مقارنة بوزن الصاروخ ككل
، لكن هذه النسبة قد تنخفض بسبب كِبر بَدَن الصاروخ الواقع في وسطه.
ويستبعد أن تكون هذه الصواريخ أسلحة مرتجلة نظراً لجودة تصنيعها واتساق شكلها.
استخدمت اسرائيل الصواريخ لاستفاده من قوة اللهب في تفجير اكبر عدد من العبوات الناسفة التي يعتقد بوجوده في منطقة معينة 


يلاحظ في الفديو انحراف الصاروخ في الثانية 31 لوجود وزن ثقيل*برميل* ملحوم على صاروخ نوع كاتيوشا وعدم اندماج الشكل الاسفل مع الاعلى ادى الى عدم انتظام الاطلاق وزيادة قوة الجاذبية مما يودي الى عدم الدقة في التصويب اضافه الى ان المادة الوزنية غير دقيقة فتكون المسافة غير دقيقة ايضا وهذا هو ميكانيكا عمل هذه الصواريخ البدائية 


احجام واوزان مختلفة من البراميل التي تلحم في صاروخ الاطلاق
تصميم داخلي يوضح التحام صواريخ متوسطة المدى مع البرميل الثقيل
صواريخ لم تنفجر والتي تعد اهم سلبيات في هذه الصواريخ عثر عليها في محافظة حمص في سوريا
احدى الفصائل السورية استخدمت اسطونات غاز الطبخ كبديل لغاز الوقود الجوي
معظم الفصائل المسلحة تقوم باطلاقه من سيارات غير عسكرية من نوع سيارت الحمل ذات الاطارات الغير عسكرية على عكس منظومة سكود وغيرها حيث لاتطلق الا بسيارت طويلة وعسكرية مدرعة تتجنب قوه الرد التي توثر على التوجيه بشكل فعال اضافة الى منصه الاطلاق البدائية جداً




ولتوضيح اكثر بعيدا عن الحديث العلمي والاتجاه للحديث العسكري



هي صواريخ بدائية , للاغراض التكيتكية في المعارك  لكلفة الصواريخ المتطورة الروسية والامريكة , حيث يعتقد تصنيعها لايكلف الا 200$ لصاروخ الواحد حيث

 انها  يمكن ان تكون افضل من الهاون خصوصا في مديات اقل من كيلو متر واحد
يثبّت "برميل" عن طريق التلحيم بصاروخ "كاتيوشا"، وملأ البرميل بمواد شديدة التفجير، وطوّرت منصات اطلاق خاصة
(سهلة الصنع) لشكل الصاروخ  المختلفة الذي اصبح معظمها شبيه بالمطرقة او البرميل كسخان المياه .
مدى اطلاق الصاروخ الكبير  ليس طويلا، بل لا يتعدى الـ300 م، اذ ان وزن البرميل الذي يحمله الكاتيوشا، يقصّر مداه من 20 كلم، او اذا كان مطوراً من 60 كلم،
 الى 300 م فقط، اذ يمكن لهذا الصاروخ وفق مصدر من حزب الله ان يحمل اكثر من 700 كلغ من المواد المتفجرة، وهو ذات قدرات تدميرية هائلة جداً
لكن مداه في هذه الحالة لايتعدى 100 متر وهو صعب جدا في الاطلاق بمديات قريبة على العدو اضافة الى احتمالية تاثره المطلق بشضاياه
 يستبدل صاروخ كاتيوشا بـ صاروخ من عيار 330 ملم و الراس المحمول هو عبارة عن راس متفجر من نوع الوقود الجوي و ليس متفجرات عادية لتجنب تفاعل التي ان تي مع الغاز وحدوث انفجار على الصانع حيث تضاف كميات قليلة جدا من الت ان تي بنسبة 1/5 من كل
وذلك لاحداث قوة لهب عالية عند السقوط مما يعطي حافز نفسي  حول تحقيق الهدف
 و هذا يؤدّي إلى إنقاص سرعة و مدى الصّاروخ مع زيادة قدرته التدميريّة
صاروخ يحمله احد افراد الفصائل الشيعيه في العراق 


شكل يوضح الحام صاروخ 133 ملم مع البرميل لاحداث تشابه هندسي بين الذيل والراس واحداث تنظيم في الاطلاق لكن تبقى العامل السلبي هو تقليل مسافة السقوط
13 صاروخ فيل السوري نزلت على احد مناطق درعا يسبب تخريب هائل في المنازل كانت من المفترض ان تسقط على مسلحين بحاجز معسكر يبتعد عن المنازل 2 كليومتر لفقدانها دقة المسافة والتصويب

هو سلاح للحصار و تدمير المدن والتجمّعات الكبيرة و للتّأثير النّفسي بفعل قوّة الإنفجار ٫٫٫ لكن في حرب حقيقية لن ينفع    لضرب العمق لأنّ مداه قصير جدا

اضافة الى عدم الدقه وصعوبة التوجيه وقلة الخسائر البشرية
وان الصّاروخ يستخدم للتّدمير الشّامل للمدن بعشوائية و التجمّعات الكبيرة فهذا لا يعني بأنّ صاروخا واحدا يدمّر مدينة بل إنّ الهجوم المتواصل
خلال معركة واحدة أو حصار سيدمّر المدينة بشكل كامل بسبب الشّحنة الكبيرة
و غياب التوجيه و بالتّالي الرمي العشوائي لعدد كبير من الصّواريخ من أجل ضمان تدمير هدف معيّن حيث
٫٫  سيتم مسح كل ما هو محيط بالهدف ٫٫ النّتيج نراها  بوضوح الآن في كل المدن التي تم قصفها بهذه الصواريخ  حيث لم يبق حجر واحد سليم ٫
٫٫ أمّا في الحرب النظاميّة فإنّ هذه الصواريخ لا يمكن حتّى نصبها فضلا عن إستخدامها ٫٫
تبقى لاستخدام لاقتتال بين فصائل بدائية جداُ ولايمكن استخدامها امام قوة وجيوش عالمية محترفة
٫ مداها القصير يجعلها عرضة للإستهداف من طائرات الإستطلاع أو المقاتلات أو حتّى المدفعيّة المعادية وقوات المشاة
و الصواريخ الموجّهة الحديثة التي أصبحت تمتلك مدى كبير ٫
لذلك يبقى استخدامها محدود لـ فصائل بدائية  التسليح وباختصار  شديد٫
 هذه الصواريخ لا تعدو كونها منجنيقات ترمي براميل من غاز اللهب والصوت مع قليل من التي ان تي